الأربعاء  25 كانون الأول 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

عيد غزة .. "قصف" و"أشلاء" و"عيون تبكي"

2014-07-29 11:08:22 AM
عيد غزة ..
صورة ارشيفية
 
 
الحدث، الأناضول
 
وهم يُطلقون على عيدهم  مصطلح "عيد شهيد"، لم يكن أهالي قطاع غزة، يدركون أنّ كافة المفردات اللغويّة، لن تستطيع وصف قساوة "العدوان" الإسرائيلي وبشاعته.
 
فكلمة "شهيد" تبدو ترفا أمام حزنٍ لا تبدو له نهاية، كما يقول أحد أطباء مستشفى الشفاء بغزة، وهو يستقبل طفلا، مقطوع الرأس، وآخر حولّت الطائرات جسده إلى قطعة متفحمّة.
 
"أي عيد هذا"؟ يستدرك الطبيب، وهو يصيح بزملاء آخرين بأن يُجهزوا غرفة الطوارئ، لإجراء عملية جراحية لمصاب يبدو للوهلة الأولى أنه "ميّت".
 
ويعلو الصراخ داخل مستشفى الشفاء بغزة، على راحلين، لا تسعفهم أعداد القتلى المتزايدة من إلقاء نظرة الوداع عليهم.
 
وفي الخارج تبدو الشوارع أكثر حزنا، وبؤسا، وكأنّ حدادا ضربّ مدن القطاع، وأحالها إلى كتلة صامتة.
 
وبدا المشهد في غزة اليوم الثلاثاء ثاني أيام عيد الفطر مغايرا لما كان عليه أمس، حين حاول  كثيرون، أن يسرقوا فرحا من تحت الركام، والأنقاض.
 
فساعات المساء، التي حملت فاجعة مقتل عشرة أطفال وهم يلهون، وما أعقبه من غارات حربية وجوية طالت جميع أنحاء قطاع غزة، وتسببت بمقتل وجرح العشرات، وتدمير أكثر من 70 منزلا في ليلة واحدة، ألغت أيام العيد وساعاته القادمة.
 
ويقول المسن "رأفت حميد"، "60 عاماً"، وهو يكنس ما تطاير من زجاج وشظايا على باب بيته، جراء قصف الطائرات لمنزل جاره:" هذا هو عيدنا، قصف، وتدمير، وبكاء على الراحلين".
 
ويُضيف لوكالة الأناضول: "لم تعد هناك مفردات، ولا لغة يمكن أن تختصر أوجاع أهالي قطاع غزة، فهول الفاجعة أكبر من أن يتم وصفه".
 
وعلى عجلٍ تُشيّع غزة قتلى ليلة أمس، فالحرب الإسرائيلية المُستمرة لليوم الـ23 على التوالي، لا تُمهل سكان القطاع الوقت، لمراسم الوداع.
 
ويُشير أحد الأطباء بيده إلى حيث تجلس امرأة تتشح بالسواد وهي تبكي بصوت عالٍ هو أقرب للنحيب، :"ثلاجة الموتى، ما إن تفـرغ دقيقة، حتى تمتلئ بأكثـر مما كانت، هذه أم فقدت اثنين من أولادها".
 
وفي كل بيت وشارع، تصطف حكايات الألم، ولم يعد قطاع غزة آمنا كما تقول "خديجة يونس" "34" عاما وهي أم لأربعة أطفال.
 
وتُضيف لوكالة الأناضول بصوتٍ مخنوق: "المسلمون يفرحون بالعيد، هذا العيد المقرون بكلمة (سعيد)، إنّه في غزة ليس شهيدا وحسب، بل إنهّ حزين، ودامع إسرائيل لم تدع لنا فرصة للفرح، إنها تقتل الأطفال، وتقصف مصاصة الحليب، ومئذنة الجامع، كل تفاصيل الحياة".
 
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة إنّ حصيلة قتلى الغارات الإسرائيلية (الجوية والمدفعية)، على مختلف أنحاء قطاع غزة، بلغت أمس الاثنين، 43 قتيلاً وإصابة 260 آخرين معظمهم من الأطفال والنساء.