تتجه وزيرة الثقافة الإسرائيلية، ميري ريغيف، لفحص فحوى مسرحية "اسمي ريتشل كوري" والتي تتناول قصة حياة ناشطة حقوق الإنسان الأمريكية التي قتلت بعد أن دهستها جرافة عسكرية عام 2003 في غزة.
وعرضت المسرحية والتي نالت على إعجاب الكثيرين بعد عرضها لأول مرة ضمن مهرجان "تيئترنتوا" خلال الأسبوع الجاري في مسرح يافا بحضور، على ما يبدو، ممثلي قسم المسرح في وزارة الثقافة الإسرائيلية.
ويؤكد المسؤولون في مسرح يافا أن الحديث هو عن استضافة مسرحية خاصة وليس مسرحية من انتاج مسرح يافا، وذلك بعد أن توجهت وزارة الثقافة الإسرائيلية بهدف فحص مكانة المسرحية في مسرح يافا.
وقال السيد يغئال عزراتي، مدير مسرح يافا: "لم يقولوا لي أن ألغي المسرحية ولم يلمحوا لي بذلك، ولكن لا يمكن لهذه الأفكار أن لا تزحف إلى رأسي. ما قيل لي هو أنه فيما لو تم إجراء مداولات حول مضمون المسرحية في قسم المسرح بالوزارة، فمن المفضل أن يتم ذلك بصورة مهنية".
وأضاف عزراتي: "أحدهم دعا وزيرة الثقافة لفحص المسرحية كما فعلوا مع مسرحية "الزمن الموازي" في مسرح الميدان وعندها أرسلوا رجال مسؤولي قسم المسرح في الوزارة. وبحسب ما فهمت، للوزيرة لا يوجد أي مشكلة في عرض مسرحيات ولكنها لن تدعم مسرحيات تتناول قضايا ضد دولة إسرائيل. ولكن من السخيف أن يتم ذلك وهذا لأن المسرحية مولت في بداية طريقها من قبل المؤسسة: لقد عرضت في مهرجان "تيئترنتوا" المدعوم من قبل وزارة الثقافة وتم تبنيها من قبل مسرح "الساحة متعددة المجالات في القدس وهو أيضا جسم يتلقى الدعم من وزارة الثقافة. الآن تعرض المسرحية بشكل مستقل. من الغريب فعلا فحص ما إذا كانت المسرحية تستجيب للمعايير المهنية والفنية الآن".
وقال عزراتي أيضًا: "نحن نستضيف أكثر من 80 مسرحية سنويا ولا يوجد أي سبب لاستضافة أي مسرحية أثبتت نفسها من الناحية الفنية وفازت بجوائز. واجهنا الضغوطات في السابق وأنا أريد أن أؤمن مرة أخرى، آلا يجعلني ذلك أفكر مرتين قبل إدراج المسرحيات ضمن البرنامج. أنا آمل أن يكون لدي القوة لعدم الرضوخ للرقابة الذاتية". وأضاف عزراتي: "أنا مقتنع أن ذلك يدور في خاطر الكثير من مدراء المؤسسات. ريتشل كوري لم تقتل أي شخص. لقد دهست وماتت، وللجمهور الحق في معرفة هذه القصة.
وعدا عن ذلك يجب التذكير بأن المسرح دائما وأبدا طرح موضوع القتلة وذلك منذ شكسبير وحتى اليوم. من المثير أن نفهم ما يدور في رأس ياغو، ريتشارد الثالث وأيضا في رأس يغئال عمير.
إذا قمنا بفحص كل جملة كتبت في عمل مسرحي أو إلغاء العرض وتجميد تمويله لأنه يتضمن شتائم موجهة لجندي، لأين سنصل؟ ما يخيفني هو الرقابة الذاتية بحيث يكفي أن تهدد المؤسسة بتجميد الميزانيات كي يقوم الناس بالتجاوب معها بشكل واع أو بشكل غير واع. في نهاية الشهر سيكون علينا أن ندفع المعاشات وأنا أخاف أن يحدث ذلك معي".
يذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي يطلب فيها وقف ميزانية لمؤسسة في أعقاب عرض المسرحية. ففي السنة الماضية طلب نائب رئيس بلدية القدس، دافيد هداري وقف تمويل الميزانيات لمسرح الخان الذي استضاف العرض في قاعته. وفي تلك الأيام قال هداري: "هذه هي المرة الأولى التي يقوم بها الخان الذي يتمتع بميزانيات بلدية بملايين الشواقل بعرض مسرحية تثير إشكالية وتمس باسم الفن بالمدينة والدولة"، إلا أن طلب هداري رفض في نهاية المطاف.
وجاء في معرض رد وزارة الثقافة على ذلك: "صحيح أن مسرحية "اسمي ريتشل كوري" عرضت قبل سنة ونصف في إطار مهرجان "تيئترنتوا" وحصلت على جوائز. اليوم يتم استضافة المسرحية من حين إلى آخر من قبل منتج مستقل في مسرح يافا وهي مؤسسة مدعومة. في الأيام الأخيرة تلقت وزارة الثقافة عدة شكاوى أن المسرحية تتضمن رسائل تحريض وتدعو لنزع الشرعية عن دولة إسرائيل. من أجل الرد على الشكاوى بشكل منطقي وعقلاني فإن قسم المسرح في وزارة الثقافة سيشاهد المسرحية وسيقدم تقريرًا حول ماهية مصداقية الشكاوى".
#الحدث_الإسرائيلي
(المصدر: يدعوت أحرونوت)