مع اقتراب موعد غياب الشمس مساء كل يوم، تبدأ مئات العائلات الغزية بالوصول إلى شاطئ البحر، مصطحبة معها الأواني الممتلئة بالطعام، وزجاجات المياه والعصير المبرد، للإفطار وسط الأجواء الباردة، والاستمتاع بقضاء ساعات من الاستجمام، بعيداً عن زحمة الأحياء والمخيمات.
فالإفطار على شاطئ البحر بات أشبه بالعادة الجديدة، لجأ إليها الغزيون، للفرار من ارتفاع حرارة الجو، وانقطاع التيار الكهربائي في منازلهم، ولإضفاء أجواء مميزة على الشهر الفضيل.
إفطار على الرمال
المواطن سعيد أبو مرعي، نزل وأسرته من مركبة عمومية أقلتهم حتى شاطئ البحر، وبدأ بإنزال الأواني الممتلئة بالطعام، وكراسي وطاولة، ونقلها بمعاونة أبنائه إلى بقعة نظيفة من رمال الشاطئ.
أبو مرعي جلس وأفراد عائلته على الكراسي، محيطين بالطاولة البلاستيكية، وبدؤوا بتبادل الأحاديث، والاستماع بمشهد البحر والشمس التي اقتربت من الغروب، بانتظار آذان المغرب، لتناول طعام الإفطار.
وأوضح أبو مرعي أنه لم يكن يفكر في البداية بالتوجه للشاطئ والإفطار هناك، لكن أبنائه منذ بداية رمضان يلحون عليه من أجل ذلك، ويؤكدون له أن الكثيرين سبقوه وفعلوا ذلك.
ولفت إلى أن زوجته طهت الدجاج مع الرز، وجهزت زجاجات العصير البارد، والتمر والسلطات والمقبلات، بينما اهتم هو بتجهيز مصابيح للإنارة، لقضاء جزء من الليل هناك، لافتاً إلى أنه تفاجئ حين وجد الشاطئ يغص بالمصطافين.
أما المواطن نبيل قاسم، فأكد أنه اعتاد منذ عدة سنوات على الإفطار مرة واحدة أسبوعياً على شاطئ البحر، لكنه حرم من ذلك في العام المنصرم، بسبب العدوان، وخطورة التواجد على الشاطئ وقت ذاك.
ولفت قاسم، ويمتلك مركبة خصوصية، إلى أنه اتفق مع أبنائه على التوجه لشاطئ البحر للإفطار هناك كلما سنحت الفرصة بذلك، وهو يروح عنهم، ويفر وإياهم من انقطاع الكهرباء، وحرارة المنازل المرتفعة.
وبينما كان قاسم جالساً على الأرض، كان نجله البكر يجهز النار، تمهيداً لشواء الدجاج واللحم، وهي الوجبة التي اصطحبتها العائلة للإفطار على الشاطئ.
وبين أن شاطئ البحر هو المتنفس الوحيد للمواطنين، واليه يفرون من حرارة الجو، وشهر رمضان حسب رأيه من أفضل الأوقات للاستجمام وقضاء أوقات ممتعة هناك.
أطفال سعداء
وبدا الطفلان أيمن وحلا وأشقائهما سعداء، وهم يلهون بجانب والديهم وأشقائهم الأكبر الجالسين في إحدى الاستراحات، وجميعهم ينتظرون رفع آذان المغرب، لتناول طعام الإفطار.
ويقول والد الأطفال يوسف عبد الحميد، إن العائلة شعرت بضجر وملل، فقرر تغير الأجواء، واصطحابهم إلى الشاطئ للإفطار هناك، والبقاء حتى ساعة متأخرة من الليل، ولم يكن يتوقع أن يجد كل هذا العدد من الصائمين على الشاطئ.
وبين عبد الحميد، أن الأجواء كانت جميلة، وفوجئ بوجود مطاعم جيدة، على استعداد لتوفير معظم أنواع الطعام، وهذا يشجعه على التوجه مرات عديدة في المستقبل للإفطار هناك.
ونوه عبد الحميد إلى أن الناس كانوا في السابق يتجنبون التوجه للبحر خلال شهر الصيام، لكن حرارة الجو العالية، وانقطاع الكهرباء الطويل، غير عاداتهم، حتى بات شاطئ البحر الوجهة المفضلة للصائمين في قطاع غزة.