الحدث- محمد مصطفى
"العدوان استمر 51 يوماً، وفي اليوم التالي بدأت ضد غزة حرب من نوع آخر، أدواتها تأخير الإعمار، وتعميق الفقر والحصار، والتنصل مما اتفق عليه...".
هذا ما قالته الإعلامية والناشطة سالي الغوطي، من سكان مدينة رفح، معقبة على مرور عام كامل على بدء العدوان.
عدوان مستمر
وأكدت الغوطي أن إسرائيل لم تنه عدوانها على قطاع غزة، فهي ماضية في قمع وسحق الغزيين، تستهدف اقتصادهم المنهك أساساً، وتتفنن في إفقار فقرائهم، وتعميق معاناة مشرديهم، وتلاحقهم في البر والبحر، في حين فإن إعلامها ودعايتها تروج لتسهيلات كاذبة، لتحسين صورتها أمام العالم.
وأوضحت أنه أي فلسطيني مهما كانت ثقافته بسيطة، واطلاعه على دهاليز السياسة سطحي، يعي تماماً حالة البؤس والفقر التي وصلها قطاع غزة بعد عام على العدوان، فلا شيء في الأفق يدعو للتفاؤل، وشبح الحرب لازال يحوم في الأفق، وكل ما حصل عليه الغزيون منذ عام وعود كاذبة، وكلام معسول لم يطبق منه شيء.
وبينت الغوطي أن الوضع يستحيل أن يستمر على هذا المنوال، فإما اتفاق تهدئة جدي ينهي المعاناة، ويدير عجلة الإعمار، ويحسن الاقتصاد، وإما حرب جديدة تخلط فيها كل الأوراق، علها تجلب حلول حقيقية.
مؤامرة مستمرة
أما المواطن أشرف سويلم، فأكد أنه كلما مر على بيت مهدم وشاهد الركام متكدس كما هو لم يتغير منذ نحو عام، يعرف حجم المؤامرة التي أحيكت ضد غزة، فخطة سيري للإعمار لم تكن أكثر من حقنة مخدر كاذبة، وما يروج عن اتفاق للتهدئة وإنشاء ميناء، لا يختلف عما قيل عن تخصيص أكثر من خمسة مليارات دولار لاعمار غزة.
وتسائل سويلم كيف لسكان غزة أن يشعروا بالأمل، وكل ما حولهم لم يتغير، بل يزداد سوءاً، فحتى ابسط الحقوق في الحصول على كهرباء منتظمة لم يحصلوا عليه؟، ناهيك عن الحياة القاسية التي يحياها المهجرون، وجيش العاطلين عن العمل، سواء من الخريجين أو العمال.
وأوضح أن إسرائيل ماضية في تنفيذ خطة محكمة ضد غزة، تهدف إلى خنق سكانها، وإشغالهم بأمور حياتهم، للقبول بأي شيء تعرضه عليه مستقبلاً، وهذا بدا جلياً، فالحديث عن تفاهمات وتخفيف للحصار، جاء بعد عام من العدوان وإكمال حلقات مسلسل إنهاك غزة.
خديعة التهدئة
أما المواطن زياد سرحان، فأكد أن أكثر ما ينغص على الغزيين، ويزيد من شعورهم باليأس هو تأخر الإعمار، وعدم إدخال مواد كافية من أجل بدء العملية المتوقفة.
وأوضح أن الخديعة التي تعرض لها الغزيون فيما عرف بتفاهمات التهدئة، كانت أكبر انتكاسة ممكن أن يتعرضوا لها، فلا البحر أضحى مفتوح أمام الصيادين، ولا المنطقة العازلة أزيلت من أمام المزارعين، ولا الحصار رفع.
ولفت سرحان إلى أن الذكرى الأولى للعدوان جاءت حاملة معها البؤس والفقر، والتشاؤم، وخطاب الناطق باسم القسام الأخير، يبين أن احتمالية وقوع حرب جديدة وارد، فحتى الفصائل الفلسطينية المقاومة، تعد لعدوان إسرائيلي محتمل، بعد أن أدركت خديعة ما عرف بتفاهمات التهدئة.
وشدد سرحان، على أن سكان القطاع بحاجة لخطوات جدية على الأرض، تعيد لهم الثقة بالحياة، وتجعلهم يشعرون بالتفاؤل، بعد كم الاحباطات الكبير الذي تعرضوا له منذ انتهاء العدوان.
وأوضح أنه وبدون هذه الخطوات فإن احتمالية وقوع عدوان جديد أقسى من سابقه عالية، والأمر مرشحة للتصعيد.