الإثنين  25 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

"فَقدة رمضان"..عادة فلسطينية ترسم البسمة وتصل الرحم

2015-07-09 02:10:24 PM
صورة ارشيفية


الحدث- لبابة ذوقان

يحرص الكثير من الفلسطينيين، في شهر رمضان، على زيارة الأقارب، وصلة الأرحام، فترى البيوت بعد صلاة التراويح تزدحم بالإخوة، والأعمام، والأخوال، والأقارب، في عادة ارتبطت بشهر الصيام، ويطلق عليها "فَقْدَة رمضان".

وتتلخص هذه العادة بالزيارة التي يقوم بها الرجل لأرحامه واصطحاب الهدايا لهن، وغالباً ما تكون الهدية عبارة عن مواد تموينية، أو قطعة ملابس لصاحبة البيت، أو مبلغاً مالياً يُعطى لها. 

بفرح وابتسامة تعلو محياها، تستقبل عائشة أبو غضيب، في منزلها، بمدينة نابلس، شمالي الضفة الغربية، إخوتها الذين جاؤوا لزيارتها والاطمئنان عليها وعلى عائلتها، في شهر رمضان، مصطحبين معهم الأبناء لكي يتوارثوا هذا التقليد.

تقول أبو غضيب للأناضول: "ما يميز شهر رمضان هو أنه يزيد الترابط الأسري بين العائلة، فيأتي إخوتي جميعهم لزيارتي بعد صلاة التراويح، ويكون بيتي عامراً بزيارتهم لي".

وتضيف: "الزيارات العائلية لا تنقطع طيلة العام، لكن لرمضان أجواء خاصة، ولفقدة رمضان نكهة يميزها، فالمرأة منا تسعد برؤية شقيقها وهو يدخل بيتها مع زوجته وأبنائه، في تواصل لعادة كان والدي رحمه الله يحرص عليها وأنشأ أخوتي عليها أيضاً".

وترى عائشة أن "الهدية ليست بثمنها، بل بقيمتها المعنوية والرمزية"، قائلة: "يكفي أن أرى أخي يزورني في بيتي وأسعد بوجوده هو وعائلته".

أما الحاج عبد الرحيم الحنبلي (75 عاماً) أحد كبار وجهاء مدينة نابلس، فيرى أن "الفقدة تعتبر نوعاً من العبادة لما فيها من أجر في صلة الرحم، وفيها أيضاً إعلاء من شأن المرأة أمام زوجها وعائلته عندما يرون أهلها وهم يأتون لزيارتها محملين بالهدايا".

ويقول الحنبلي للأناضول: "صلة الرحم من أهم ما يميز الشعب الفلسطيني، ومن مظاهرها في شهر رمضان زيارة الأهل أو دعوتهم لتناول وجبة الإفطار، وتقديم الهدايا".

وعن ما يميز "فقدة رمضان" في الماضي والحاضر، يضيف الحنبلي :"كنا قديماً نأخذ الكعك، أو المكسرات، أو التمر، أو قطعة قماش لصاحبة الدار، أما بالنسبة للعرسان، فكانت العائلات تهديهم أطباق كبيرة من حلوى البقلاوة المزينة بورود الفل والياسمين والقرنفل والنرجس، والعرسان يقومون بدورهم بتوزيع هذه الحلوى على من حولهم من الأقارب والجيران، فتصبح وكأنها صلة رحم جماعية".

أما في الوقت الحاضر، فـ"العائلات تتمسك بها حسب القدرة المادية، فهناك من يهدي ملابس جاهزة بدلاً من قطعة القماش التي كانت في الماضي، إلى جانب بعض من أصناف الحلوى". 

المصدر: وكالة الأناضول