تعمل الدبلوماسية الإسرائيلية بجهود مضاعفة خلال الأشهر الأخيرة من أجل إفشال الجهود الرامية إلى #مقاطعة_إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض عقوبات عليها من قبل حركة المقاطعة العالمية لإسرائيل BDS#. ولكن الجهود الحالية هي ثمرة مبادرة لمجموعة من رسامي الكاريكاتير في دولة الاحتلال.
وأنشأ رسامو الكاريكاتير الإسرائيليين صفحة على الفيسبوك مؤخرًا ضمن مساعيهم لمحاربة الجهود الداعية لمقاطعة إسرائيل من خلال نشر مجموعة من الرسوم الساخرة التي تظهر إسرائيل بشكل إيجابي وتكشف عن "نفاق" خصومها.
وبعد قرار الاتحاد الوطني لطلبة الجامعات البريطانية، الشهر الماضي، بالانضمام إلى حركة مقاطعة المنتجات الإسرائيلية BDS# قرر أساف فنكلستين، وهو خبير في العلاقات العامة المتخصصة بالعلامة التجارية، عدم دفن رأسه في الرمل والتحرك من أجل المساهمة في إفشال #مقاطعة_إسرائيل.
وبعد مشاورات أجراها أساف مع صديقه المصور أوري فينك، قرر الاثنان استخدام "سلاح إسرائيل السري" من أجل تحقيق انتصار إسرائيلي عبر الشرح والتفسير وذلك من خلال رسومات الكاريكاتير التوضيحية.
وجنبا إلى جنب مع صورين آخرين ومجموعة من العاملين في مجال العلاقات العامة قررت المجموعة إنشاء صفحة على الفيسبوك ودعوة كافة رسامي الكاريكاتير الإسرائيليين للانضمام إليهم من أجل مساعدة إسرائيل في حربها ضد المقاطعة.
وقال فينكلشتاين: "من أجل شرح إسرائيل من خلال الرسوم الكاريكاتورية، وجدنا أن وقت الكلام قد انتهى وأنه حان وقت العمل وشعرنا أن هناك فشلا كبيرًا في الشرح والتفسير وخلصنا إلى نتيجة مفادها أن هناك خطوة واحدة لم يتم تجريبها وقمنا لذلك".
وبعد أن نشرت الدعوة عبر الفيسبوك بدأ أفضل الرسامين في إسرائيل يتجندون من أجل إسرائيل. وتضم المبادرة مجموعة كبيرة من رسامي الكاريكاتير بما فيهم العاملين في صحيفة يديعوت أحرونوت.
وبهدف الانضمام إلى جيش "الرسامين" يشترط المبادرون أن يكون العضو رساما محترفا، داعما لإسرائيل، يتمتع بروح الفكاهة ويعرف كيف يضع جانبا الخلافات السياسية في إسرائيل. وقال فينكلشتين: "القاعدة الأهم هي عدم التطرق للسياسة الداخلية، لا يسار ولا يمين، لا دينية ولا علمانية". وأضاف: "نحن نريد أن نصل لجمهور ولمؤيدي BDS# والعمل على خلق صورة متوازنة والشرح أن الحقيقة ليست مطلقة".
وتظهر رسومات الكاريكاتير الساخرة تقريبا بشكل يومي في صفحة الفيسبوك التي "تجسد نفاق معارضي إسرائيل والدوافع اللاسامية التي تقف من وراء نشاطاتهم من أجل المساهمة في تحطيم شبكة الأكاذيب التي يقومون بنشرها".
ويشرح رسام الكاريكاتير المخضرم يعقوب كيرشن استراتيجية المجموعة قائلا: "ليس لدى الناس الوقت الكافي من أجل القراءة، ومن يتلقى الكاريكاتير سوف ينظر إليه لبعض ثواني وسوف يحصل على رسالة مباشرة إذا كنت تستخدم الفكاهة، وسيضحك القارئ أيضًا. وعندما يضحك شخص ما فإنه في الغالب يقبل الحقيقة وبالتالي يصبح إلى جانبنا. نحن في حالة حرب وعلينا أن نقاتل وهذه حرب كاريكاتير".
ويعتبر المصور فالديك ساندلر مشاركته في المشروع ذات أهمية كبيرة: "عندما استمع إلى وسائل الإعلام الدولية فأنا أشعر بصدمة كبيرة بسبب تزوير ما يقال عنا"، وأضاف: "هذه الكاريكاتيرات هي وسيلة للمحاربة بشكل إبداعي. الكاريكاتير يجذب الناس وإذا كانت ذكية وأنيقة فإنه يمكنها أن تخلق جوًا جديدًا وبالتالي ستقود لحوار جديد".
ويعتقد يوسي كلار الذي يدير صفحة الفيسبوك أن الكاريكاتير ذات قوة للتوضيح ولإحداث التغيير: "يمكن للكاريكاتير أن يغير رأي شخص لا يعرف شيئا عن الصراع، ونحن نسعى جاهدين من أجل جعلهم يفهمون أن لنا الحق في العيش في بلادنا".