غزة - محاسن أُصرف
- منير أبو حصيرة، (51 عاماً)، صاحب أشهر مسمكة ومطعم للسمك والفسيخ الطازج، ورث صيد وبيع وطهي أفضل وأشهى أنواع السمك والفسيخ عن أبيه وجده، لكنه عمد إلى تطويرها بما يتناسب مع أذواق الزبائن أملاً في إرضائهم وكسب ثقتهم.
- منذ ثلاثين عاماً أو يزيد بدأ بإنتاج أنواع الفسيخ الذي يُقبل مواطنو القطاع على شرائه وتناوله في أيام عيد الفطر، بعد شهر كامل من الصيام والتهام الحلويات بأنواعها، ويُعد الرجل العنوان الرئيسي في مدينة غزة لمن يبحث عن جودة ونوعية الأسماك ومذاقها الشهيّ.
- يُصنع الفسيخ يدوياً مستنداً إلى خبرة أجداده التي انتقلت إليه تواتراً، ولا يسمح لأي شخص من خارج عائلته باكتشاف سر صناعته للفسيخ، ما يجعله لا يحتاج لأن يجوب الأسواق ببضاعته فمن يعرف جودتها يأتيه سعياً.
- قُبيل قدوم شهر رمضان بثلاثة أو أربعة أشهر يبدأ "أبو حصيرة" بإعداد الوجبة التي تُزين مائدة الغزيين صبيحة عيد الفطر، المرحلة الأولى تكون بانتقاء أنواع السمك وفقاً لرغبة الزبون، ومن تأتي مرحلة الثانية بنقعه في الملح الخشن داخل براميل مُحكمة الإغلاق، وتأتي المرحلة الثالثة بعد انقضاء مدة الأربعة أشهر بفتح البراميل ورش الأسماك التي تحولت فسيخاً بمادة العصفر ليُكسبها اللون الأصفر الذي يُبهج الناظرين ويدفعهم لشرائه.
- خلال العشر الأواخر من شهر رمضان يبدأ الطلب متوالياً على فسيخ أبو حصيرة، لكنه يُصر على عدم فتح براميله المُعبئة بـأطنان الفسيخ، إلا قبل ليلتين من بزوغ فجر العيد، ليُحافظ عليه طازجاً طرياً.
- لم يتوان أبو حصيرة على مدار سنوات عمله الثلاثين، عن الالتزام بمعايير السلامة الصحية في عملية التفسيخ والحفظ لحين العرض في الأسواق والبيع، ما جعله الأكثر ثقة بجودة إنتاجه والأعلى طلباً من قِبل من يتذوقون لديه طبق الفسيخ بدقة الفلفل والليمون إلى جانب سلطة الطماطم الحارة.
- تتراوح أسعار الكيلو الواحد مما يُصنعه أبو حصيرة بين (15-45) شيكل وفقاً لنوع السمك، فالبوري أعلاها سعراً إذ يبلغ 45 شيكلاً، يليه الجرع 25 شيكلاً، وأخيراً السردين الكبير بـ15 شيكل للكيلو، وهذه الأسعار تُمكن كافة الشرائح من تزيين مائدة إفطارهم صبيحة عيد الفطر بـ"الفسيخ"، كلٌ وفق إمكانياته المالية ورغبته في المذاق.
- زبائنه يأتونه سعياً، من كل محافظات غزة كـ خان يونس وجباليا، مرة كل عام لشراء حاجتهم من الفسيخ، ولذلك يعمد في كل موسم إلى إبداع آلية جديدة في التصنيع والتزيين ليكون متجدداً ويحتفظ بزبائنه الدائمين.
- لا ينفك عن تقديم النصيحة لمن يشترى الفسيخ منه، بألا يُفرط في تناوله خاصة أصحاب الأمراض المزمنة، فهو لا يرجو تحقيق الربح الوفير على حساب صحة زبائنه الذين تربطهم به علاقة أقرب للصداقة الدائمة والمتجددة في كل موسم.