الجمعة  22 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

خلافة الرئيس والأسوأ الذي لم يأت بعد

2015-07-14 01:26:16 AM
 خلافة الرئيس والأسوأ الذي لم يأت بعد
صورة ارشيفية
رولا سرحان
 
سؤال من سيخلف الرئيس محمود عباس، هو السؤال الأكثر تداولاً هذه الفترة، وهو السؤال "التابو" أيضاً، والذي يبقى دون إجابة، ودون جرأة لدى الدائرة الضيقة المحيطة بسيادة الرئيس "أبو مازن" على الإجابة عليه، أو حتى على طرحه. وهو كذلك السؤال الذي نعاقب عليه نحن معشر الصحفيين إن سألناه كما حصل مؤخراً مع أحد الكتاب الرئيسيين في صحيفة "الأيام" التي رفضت الصحيفة أن تنشر مقالاً بنفس صيغة "خلافة الرئيس".
 
أما الأسوأ الذي لم يأت بعد، فيتعلق بضبابية توازن مراكز القوى بين الأطراف التي ستتنازع على تولي هذا المنصب في حال شغوره، وحجم الثقل الحقيقي لها على الأرض، لأن من سيمتلك ثلاثية "القوة"، سواء القوة الناعمة، أو القوة المادية، أو حتى القوة العسكرية، هو الطرف الذي سيمتلك القدرة على حسم "انتزاع" هذا المنصب لصالحه.
 
واستخدام كلمة "انتزاع"، في هذا المقام، ليس اعتباطاً، وإنما لتفيد حال الاقتلاع والسلب، والأخذ بالقهر والقوة، فكل الطامحين لمنصب الرئاسة تعوزهم إمكانيات الحسم المحقق والنافذ، فلا أحد من بين الأسماء التي يجري تداولها في وسائل الإعلام، يمتلك ثلاثية قوة ناجزة، وبالتالي، إن امتلك ضلعاً من أضلاع هذا الثالوث، فإنه سيكون غير قادر على امتلاك الضلعين الباقيين أو –في أحسن حال-السيطرة على الضلعين الآخرين.
 
وفقدان السيطرة، هو الأسوأ الذي لم يأت بعد في حال شغور منصب الرئاسة، كل المسترئسين سيكشرون عن أنيابهم، وسيشهرون أدواتهم وتقنياتهم وتكتيكاتهم وأسلحتهم في وجه بعضهم، أم الضحية فسنكون نحن، وقضيتنا الوطنية التي أنهكت بسبب الانقسام، وسيجهز عليها بسبب ما سيحدث من خلافات واضطرابات بين "المسترئسين"، إذ لن تكون عملية انتقال السلطة من الرئيس "أبو مازن" إلى خليفته، عملية سهلة أو سلسة.
 
كما أنه ليس هنالك ما يدلل على أن مجريات الأمور ستكون خلاف أو عكس ذلك، فالقيادة السياسية التي لم تفلح طوال سنوات الانقسام البغيضة على رأب الصدع بين أكبر فصيلين سياسيين كيف لها أن تفلح في إدارة طموحات شخصية بحته في الرئاسة، في حين يأتي السلم والأمان المجتمعيين في أدنى سلم أولوياتها.