قدم تحيتك المجيدة لما
تبقى في قدحك من خمر
وامضِ إلى حيث لا تعلم،
إلى حيث لا شيء سوى
حلم في الحنين والذكريات.
في احدى زوايا الحلم
هناك هَوس في النفس عن حياة
لا ينحني لغير أمل أعّدته
الرياح في ركن من أركان
الوجود.
كم تبقى من الزمن حتى
تَتم القيامة كما ينبغي؟
تقول لي أحيانا
كمن يخاطب وردة تحاكي الرياح:
"ابحث عما فقدت."
وهل من باحث عن اللامكان
واللاوقت
وعن حلم لم يمس سوى جدران
تخيلات الذات؟
لكني سأحلم،
لا لتجد الكلمات معاني
تناسب هاجساً لغوياً
عن المنفى،
بل لأُجلّل فكرة ما تختزل
في ثناياها حدود السماء.
سأحلم،
لا لأغير حاضراً متردداً في خطاه،
بل لأرسم لوحة تناشد تفاصيلها
حنين الغياب
وأمس الذكريات.