الإثنين  25 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

هشاشة

2015-07-14 01:45:56 PM
 هشاشة
صورة ارشيفية
فارس سباعنة
 
تمهّـل
ولا تطرق البابَ هذا الصباح
كقـطٍّ فـقيرٍ
ستطردُكَ المرأةُ المُتعبة
فمنذ قليلٍ
كانت تنظّفُ درجَ البيتِ
من العابرين
وتكنسُ
آخرَ ذكرى عن المسطبة
لا تقتحمْها بهذي الحروق
ومعطفكَ الذي ضجّ منه الدخانُ
لا تقتحمها بهذا السوادْ
فأنت مُشظّى
وأنّـى نــظرتَ
تساقطَ من مهجتيكَ الرمادْ
هناكَ،
سيعرفُكَ الموطنُ الأوّلُ
و"كينا" قديمة
كانت ترتّبُ نبضَ العبارة
هناكَ بلادُكَ
حيثُ اختبرتَ الكلامَ البريء
وأدركتَ ما تربحُ الاستعارة
هناكَ اشتبكتَ بأولى النجومِ
وذقتَ البشارة
هناكَ النبيّ تعلّم أولى دروس الخسارة
حروقُكَ هذه كنزُ الهشاشةِ
فاركض
خفيفاً من الذكريات
ولا تلتفت للنداءِ المخادع
واركض بسرعةِ ذئبٍ
طريدٍ
إلى قمّةِ الوحشة العالية
تعرّى تماما
سيُفتحُ بابُ الكلامِ أمامَكَ
فاركع لربّ الكلامِ
ومرّغ
جبينَك بالملحِ وابكِ القصيدة
وقل:
شوّهتني بلادٌ بعيدة
أنـا رجفةُ الطفلةِ الخائفة
وأصغرُ حبّةِ رملٍ
تضيعُ إذا مرّت الموجـةُ الزائفة
وقل:
يا كلامُ أعنّي عليّ،
فليسَ لديّ إلــهٌ سواك
أعدني إليّ
فقد تهتُ عنكَ وضاعت خطاك
لتبلعني الوحدةُ الجارفة
أعنّي عليّ،
فما زالت الريحُ تنعفُ سعفي
وتنظرُ لي الأعينُ اللاهفة
سيبقى
هو النخلةَ الواقفة