الحدث- وكالات
ما هي إلا ساعات على الإعلان عن اتفاق نووي بين إيران والقوى الست حتى علا صوت الجماعات الموالية لإسرائيل مدويا في واشنطن محذرا الكونجرس الأمريكي من مشكلات في مستهل حملة ضغط محمومة.
وقالت لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية (أيباك) في بيان إنها "قلقة بشدة" من أن الاتفاق "سيفشل في وقف مسار إيران نحو إنتاج سلاح نووي وسيقوي نفوذ الدولة الرائدة في رعاية الإرهاب."
وسيلعب النفوذ المعتبر للمصالح الموالية لإسرائيل على الكونجرس دورا مهما في تحديد مصير الاتفاق الذي تم التوصل إليه في فيينا بعد أشهر كثيرة من المحادثات بين إيران والولايات المتحدة وبريطانيا والصين وفرنسا وروسيا وألمانيا.
ومن غير المتوقع أن تجرى عمليات تصويت للكونجرس على الاتفاق -الذي لقي انتقادا أوليا لاذعا من المشرعين الجمهوريين- قبل سبتمبر أيلول. غير أن فرص تمكن المشرعين الأمريكين من تعطيل الاتفاق محدودة بغض النظر عن الضغط الإٍسرائيلي.
وللجنة أيباك أحد عشر عضوا مسجلا في واشنطن وتنفق قرابة ثلاثة ملايين دولار سنويا على نشاطها بحسب مركز السياسة التجاوبية غير الحزبي الذي يراقب نفقات وتمويل حملات الضغط. وينظر إلى أيباك على نطاق واسع على أنها الجماعة الأكثر تأثيرا في الولايات المتحدة في الضغط لصالح اجندة الحكومة الإسرائيلية. وقال المركز عن المنظمات الموالية لإسرائيل عموما "عدد قليل من جماعات الضغط التي تكرس جهودها لقضايا دولية نشطة للغاية وجيدة التمويل مثل جماعات الضغط الإسرائيلية."
ومتحدثا إلى الإذاعة الإسرائيلية قال جلعاد إردان وزير الأمن العام الإسرائيلي إن حكومته "يجب أن تركز وتوضح جميع ثغرات هذا الاتفاق... نأمل أن يرى الكونجرس الحقيقة." وينظر إلى الاتفاق مع إيران باعتباره مشروع ارث للرئيس الديمقراطي باراك أوباما وربما يكون أكثر أهمية من الخطوة الجريئة التي اتخذها أوباما بتطبيع العلاقات مع كوبا بعد عقود من النزاع.
ومنذ عام 1981 -عندما اقترح الرئيس رونالد ريجان بيع طائرات الاستطلاع المتقدمة (أواكس) إلى السعودية- لم تخض أي إدارة أمريكية خلافا مع حكومة إسرائيل وهي حليفة وثيقة للولايات المتحدة بطبيعة الحال. وقال بروس ريدل المسؤول السابق بوكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي.اي.ايه) ويعمل حاليا بمعهد بروكينجز لرويترز إنه في النزاع بشأن بيع طائرات (أواكس) للسعودية والذي خسرته إسرائيل حصلت في المقابل على "الضوء الاخضر" من الولايات المتحدة لغزو لبنان عقب ذلك بشهور فقط.
وقال ليسلي جيلب المسؤول السابق عن مبيعات الأسلحة بوزارة الخارجية الأمريكية خلال سبعينات القرن الماضي في مقابلة إن عندما بدأ بيع طائرات (أواكس) للسعودية في الظهور خلال رئاسة جيمي كارتر بدأت إسرائيل في المطالبة بالحصول على قنابل عنقودية وطائرات هليكوبتر متقدمة ومقاتلات اف-16.
وسيستهدف بعض الضغط الاعضاء اليهود بالكونجرس ممن سيكون لهم اصوات مؤثرة في النقاش القادم. واثنان من هؤلاء الاعضاء لم يعلنا بعد موقفهما وهما السناتور بنيامين كاردين الديمقراطي البارز بلجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ والسناتور تشارلز شومر ثالث اهم عضو ديمقراطي في مجلس الشيوخ.
وبالإضافة إلى الضغط من المتوقع ان تكون مساهمات الحملات الانتخابية عام 2016 لاعضاء الكونجرس الامريكي متشابكة. وبحسب مركز السياسة التجاوبية قدمت جماعات الضغط الموالية لإسرائيل 11.9 مليون دولار لمرشحين للكونجرس منها 6.8 مليون دولار لديمقراطيين و5.1 مليون دولار لجمهوريين عام 2014. ومن بين أكبر المتلقين ميتش مكونيل زعيم الاغلبية بمجلس الشيوخ والسناتور جون كورنين ثاني اهم عضو جمهوري في مجلس الشيوخ وستيني هوير ثاني اهم عضو ديمقراطي بمجلس النواب. وقد يستخدم رجل الاعمال الأمريكي شيلدون اديلسون الذي انتقد علانية إجراء مفاوضات مع إيران موارده المالية الهائلة في التأثير على الكونجرس.
وقال المركز إنه في عام 2012 قدم اديلسون 92.8 مليون دولار "للجان العمل السياسي الكبرى" بالحزب الجمهوري ما جعله أكبر مساهم منفرد لجماعات خارجية في ذلك العام. وستجادل بعض الجماعات الموالية لإسرائيل لصالح الاتفاق النووي مع إيران. ورحبت منظمة أمريكيين من أجل السلام الآن بالاتفاق قائلة إنه "سيكبح بشكل يمكن التحقق منه البرنامج النووي الإيراني." وقال أوري نير المتحدث باسم المنظمة التي تؤيد السلام بين إسرائيل والفلسطينيين وبين اسرائيل والعرب إن منظمته تدعو المؤيدين "لبدء الاتصال باعضاء الكونجرس للتأثير عليهم لكي يؤيدوا الاتفاق."
المصدر: رويترز