الحدث- آيات يغمور
لم تستطع الحكومة الإسرائيلية استيعاب التوصل إلى اتفاقية مع إيران ورفع العقوبات الاقتصادية عنها، كما لم تستطع الجماعات الموالية لإسرائيل في واشنطن أن تقف متفرجة على نفوذ إيران الذي سيتزايد إبان تطبيق الاتفاق.
وحذرت لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية (أيباك) في بيان لها، الكونجرس الأمريكي من المشكلات التي ستنجم عن الاتفاقية،معبرة عن قلقها من فشل وقف مسار إيران نحو إنتاج سلاح نووي، مشيرة إلى أن الاتفاق سيقوي نفوذ الدولة الإيرانية الرائدة في رعاية "الإرهاب"وفقاً لما جاء في البيان.
وفي حديث خاص لـ "الحدث" مع خبير الشؤون الإسرائيلية أنطوان شلحت، تبين أن إسرائيل بمجملها تؤيد نتنياهو في رفض الاتفاق مع إيران، لكنها ما زالت توجه له انتقادات لاذعة تتعلق بأدائه وضعف جهوده في وقف الاتفاق.
وحول الخيار العسكري فيما لو كان مفتوحا، قال شلحت: "إن الخيار العسكري كان وارداً لدى المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين، الذين يدركون تماماً ارتباط الخيار العسكري بضوءٍ أخضر من الولايات المتحدة".
وأضاف: "الخيار العسكري خطوة دوبلوماسية مطروحة دائماً لكن وبموجب الاتفاق أصبح هذا الخيار سؤالاً مستقبلياً يصعب التنبؤ به"، مشيرا إلى أن الاتفاق النووي أجهض الخيار العسكري على أرض الواقع.
ومع استمرار المساعي الإسرائيلية في شن هجمات دوبلوماسية للضغط على الكونجرس الأمريكي أملاً في إلغاء ووقف الاتفاق، يرى شلحت أن هذه الجهود لن تصل إلى هدفها، موضحاً: "أنه إذا لجأ نتنياهو لباراك أوباما لن يستطيع إلغاء الاتفاق إلا بموافقة ثلثي أعضاء الكونجرس"، الأمر الذي وجده شلحت مستبعداً خاصة بعد تحذير أوباما باستخدام الفيتو إذا ما أصدر الكونجرس أي تشريع يعيق تنفيذ الاتفاق.
ولم تتحرج الحكومة الإسرائيلية من تأكيد عدم التزامها بالاتفاقية وبنودها، وفي محادثات جرت بين نتنياهو وأوباما، أكد الأخير أن دعم الولايات المتحدة لإسرائيل ما زال مستمراً في إشارة إلى زيارة مقررة الأسبوع المقبل من قبل وزير الدفاع الأميركي اشتون كارتر إلى إسرائيل بعد توقيع الاتفاق مع إيران.
وذكر شلحت أن تخوفات إسرائيل تنبع من كونها دولة على "عتبة النووية"، يمكنها إنتاج أسلحة نووية في فترة قصيرة، لكنها لم تصل إلى مستوى إيران، وخصوصاً الآن وبعد إجراء الاتفاق، مشيرا إلى المستوى الجديد الذي تفرضه إيران بقوتها النووية التي تخلق ميزان قوى جديد في الشرق الأوسط يهدد عرش إسرائيل.
يذكر أن كندا هي الدولة الوحيدة التي أبدت تحفظاتها على الاتفاق مع إيران متخوفة من زيادة نفوذ إيران و"شرعنة" دعمها لـ "الإرهاب".