الحدث- طرابلس
يزدحم السوق الشعبي في مدينة طرابلس الساحلية شمالي لبنان بالناس قبيل ساعات من عيد الفطر، حيث تختلط أصوات الباعة المنادين على بضائعهم وعروضاتهم بمحاولات الزبائن للحصول على أفضل الاسعار، وهو ازدحام لم تشهده المدينة منذ سنوات ولم يكن ممكنا أن يحدث لولا الاستقرار الامني الذي تشهده المدينة منذ نحو عام، بحسب ما أكد أصحاب المحلات التجارية.
وخاض الجيش اللبناني معركة ضارية ضد معاقل بعض المجموعات المسلحة في طرابلس في الاشهر الاخيرة من العام الماضي، ما أدى لفرض سيطرته التامة على المدينة وتنفيذ خطة امنية أنهت الفلتان الامني الذي شهدته لسنوات، إضافة إلى المعارك المتقطعة التي شهدتها طرابلس بين "سنّة" المدينة المؤيدين للثورة السورية والاقلية العلوية فيها المؤيدة لنظام بشار الاسد في سوريا، وهي معارك حصدت العشرات من المدنيين.
وقال محمد عيتاني(60 سنة)، وهو صاحب محل لبيع الالبسة في سوق طرابلس، إنه "منذ سنوات كثيرة لم نر الاسواق نشطة بهذا الشكل".
وأضاف عيتاني أن "حركة السوق هذه والاقبال من قبل الناس الى هذا الحد، لم يحصل منذ نحو 10 سنوات. وذلك يعود الى استتباب الامن هذا العام"، متمنيا "الافضل" للمدينة وأهلها.
وتوقع صاحب المحل أن "تشهد السوق حركة متصاعدة" مع اقتراب العيد الذي من المرجح أن يكون يوم غد الجمعة، كما أن "تكون السياحة هذا الصيف أفضل بسبب الهدوء الامني الذي لم تعرفه المدينة منذ سنوات".
وعلى الرغم من استتباب الوضع الامني في المدينة، فإن ألعاب العيد المعروضة في السوق ما زالت تدل على الحال الامنية المضطربة التي عاشتها طرابلس لسنوات، حيث يعرض احد الباعة ألعابا للاولاد عبارة عن رشاشات اوتوماتيكية بلاستيكية.
وقال رشاد المير(40 سنة)، وهو صاحب أحد المتاجر في سوق طرابلس، إن "الوضع الامني في طرابلس جيد جدا وبالتالي اشغالنا تسير بشكل أفضل".
وأوضح المير أن "هناك اقبالاً متزايداً من قبل الناس على الشراء مع اقتراب العيد"، مشيراَ إلى أن "جميع المحال تفتح أبوابها حتى وقت متأخر من الليل".
وشدّد على أن "الأهم هو أن الوضع الامني مستقر جداً وهو ما سمح بهذه الحركة في السوق"، متمنياً ان "يركز السياسيون جهودهم بشكل اكبر على تحسين الوضع الاقتصادي لمدينة طرابلس".
ويضم السوق الذي بات يفتح ابوابه حتى الرابعة فجرا مع اقتراب عيد الفطر كل انواع الالبسة والاحذية والالعاب والحلويات والهدايا التي تناسب أسعارها الطبقة الفقيرة والمتوسطة في طرابلس.
ولعل مزاج ابو رشاد (52 عاما)، وهو احد المتسوقين ، يدل على حالة من الرخاء الامني والفرح بانتظار العيد تعيشها المدينة التي اتعبتها المعارك حتى ارتبط اسمها في السنوات الاخيرة بالامن لا بالسياحة.
يقول أبو رشاد متبسماً، "كما ترون.. الحالة الطبيعية والعيد جميل والامن مستتب".
المصدر: وكالات