الحدث- عزت ماضي
يحل عيد الفطر على ملايين اللاجئين السوريين هذا العام كما في الأعوام الأربعة السابقة، على أمل أن يكون عيدهم الأخير خارج بلادهم، في حين يأمل آلاف الأطفال السوريين الذين ولدوا في بلاد اللجوء، أن يكون العيد المقبل أول عيد لهم في بلادهم.
فمع امتداد أمد الأزمة السورية الذي إقترب من عامه الخامس، شهدت بلدان اللجوء، وعلى رأسها تركيا، مولد آلاف الأطفال السوريين، الذين بلغ بعضهم الرابعة من عمره، دون أن يرى بلاده رؤى العين، وبالطبع دون أن يحتفل بأي عيد في موطنه ووفق عادات أهله.
يقيم في ولاية قهرمان مرعش، جنوب تركيا أكثر من 60 ألف سوري، وشهدت مولد حوالي 4 آلاف طفل سوري، منذ بدء الأزمة.
قدم أطفال السورية "هناء علي"، الثلاثة، إلى الدنيا في تركيا، ولم ير أي منهم تراب بلاده. تقول هناء في حوار مع الأناضول، إن أطفالها لا يعرفون عن بلادهم سوى ما يسمعونه في جلسات الكبار في المخيم، فالدنيا بالنسبة لهم لا تخرج عن حدود المخيم الذي ولدوا وقضوا فيه سنوات عمرهم القصيرة.
لا يكف أطفال هناء عن السؤال عن بلادهم، ومنزلهم، ترى كيف يبدو؟ كم غرفة به؟ هل يختلف كثيرا عن مكان إقامتهم في المخيم؟ ومع اقتراب العيد، يمطرون الكبار بأسئلة عن عادات العيد في بلادهم التي لم يلتقوا معها بعد.
لجأت "ريحان غزال"، مع زوجها وابنتيها إلى تركيا قبل ثلاثة أعوام، وفي تركيا رُزقت بطفل ثالث. تقول ريحان إن أطفالها لا يعرفون معنى العيد، لأن الأهالي لا يستطيعون الاحتفال بالعيد، فلا هم يستطيعون الاستمرار في عاداتهم المتعلقة بالعيد في تركيا، ولا العودة إلى بلادهم للاحتفال هناك، ويكتفون بقضاء الوقت في التفكير في الأوضاع بسوريا.
الطفل عبد القدير مصطفى، الذي يبلغ من العمر خمسة أعوام، لخص حال أقرانه بالقول "أريد أن أقضي العيد المقبل في سوريا. أنا لا أعرف جدي وجدتي وأخوالي وأعمامي، أريد أن أتعرف عليهم".