الحدث - قيس أبو سمرة
كانت عقارب الساعة تقترب من الواحدة فجرا، إلا أن الفلسطيني إبراهيم جمعة، كان يتجول "بنشاط" و"فرح"، بصحبة أبنائه الثلاثة في سوق رام الله التجاري، وسط الضفة الغربية.
وجمعة هو واحد من مئات الفلسطينيين، الذين لم يمنعهم حلول الظلام، والليل من التسوق والتجول في مدينة رام الله، التي بدت وكأنها مدينة لا تعرف النوم، وفق وصف سكانها.
ويضيف جمعة لوكالة الأناضول:" هنا في هذا التوقيت، لا يمكن أن تجد لك موضع قدم (..) المكان مزدحم جدا بالمتسوقين، وكأن الجميع خرج من بيته".
ويرى جمعة، أن التسوق ليلا، ينقذه من إرهاق التسوق نهارا بسبب الصيام، وارتفاع درجات الحرارة.
وفي شارع "رُكَب" الذي يعتبر من أهم شوارع رام الله وسط الضفة الغربية، تقول الفلسطينية نجلاء قرشد، لوكالة الأناضول إنها تفضل التسوق ليلا في رمضان.
وتضيف " للتسوق ليلا بهجة خاصة وراحة نفسية، لا تتعارض مع الأعمال، وهروبا من الحر والعطش بسبب الصيام".
وتزدحم مدينة رام الله بالمارة والمتسوقين، وهي المدينة التي يصفها فلسطينيون بأنها "العاصمة السياسية" للضفة الغربية، لوجود مقر السلطة الفلسطينية والحكومة، وكبار الشركات والقنصليات والمؤسسات الدولية.
لكن هذا الازدحام لا يبدو مغريا لكثير من التجار من بينهم عصام سالم، صاحب محل بيع ملابس وسط رام الله، والذي قال لوكالة الأناضول: " نفتح أبواب المحل 24 ساعة في الأيام الأخيرة من رمضان وتبدو الأسواق مزدحمة بالمتسوقين، لكن غالبيتهم يستكشفون البضائع ولا يشترون".
وبحسب سالم، فإن ثمة انخفاض على نسبة الشراء مقارنة مع العام الماضي"، نظرا لما وصفها بسوء الأوضاع الاقتصادية.
ويقول أنس جمال، وهو صاحب محل لبيع الأحذية:" التسوق ضعيف هذا العام، يدخل إلى المتجر عشرات المتشوقين، يتفقدون البضائع والقليل منهم يشتري".
ويتابع:" الناس تخرج للشوارع وتدور بين محالها وأسواقها، للتنزه، والقليل منهم للتسوق، يمضون ليالٍ جميلة وأجواء احتفالية، لكن جيبوهم فارغة".
وعلى دوار المنارة وسط رام الله جلس كثير من الشبان، يتسامرون، وقال أحدهم لمراسل وكالة الأناضول:" نسهر حتى ساعات الفجر الأولى، هذه الأجواء لا نشاهدها إلا في هذا التوقيت من كل عام".
وكان رئيس اتحاد الغرف (التجارية، الصناعية، الزراعية) الفلسطينية، خليل رزق، قال في تصريحات سابقة للأناضول، إن "القوة الشرائية في الأسواق المحلية بالضفة الغربية، ارتفعت بنسب تتراوح بين 25% - 30% خلال الأيام القليلة الماضية".
وأضاف، أن "قطاعات الغذاء والملابس والصناعات الجلدية، إضافة إلى القطاع السياحي، بما فيه الفنادق والمطاعم والمرافق الترفيهية، بدأت تشهد حركة قوية من قبل المواطنين".