أفاد تقرير صادر عن هيئة شؤون الأسرى والمحررين أنّ 15 أسيرًا يعيشون في زنازين العزل الانفرادي بقرار من المخابرات الإسرائيلية، معزولين تمامًا عن الحياة داخل السجون وخارجها. ووصفت هيئة الأسرى العزل بالقبور الخارجة عن نطاق المكان والزمان حيث الظروف والإجراءات القاسية والصعبة والحرمان من ابسط الحقوق بما في ذلك الحق في الزيارة.
وأفاد الأسير محمد إسماعيل حلمي البل سكان غزة والمعتقل بتاريخ 15/1/2008 والمحكوم 12 عامًا ويقبع في عزل سجن مجدو، وقد فرضت عليه عقوبة العزل منذ أكثر من عام، أفاد أنّه لم يرَ أهله وعائلته منذ 8 سنوات، وأنّه الوحيد من سكان غزة المعزول، ولا يوجد قرار رسمي بمنعه من الزيارة، وأنّ منع عائلته من زيارته هو إجراء تعسفي ومزاجي. وقال البل في شهادته لمحامية الهيئة شيرين عراقي إنّ زنازين العزل هي عبارة عن قبور، والأسرى المعزولين محرومين من كل شيء، التواصل مع الأسرى، والتواصل مع الخارج، يخرجون للساحة مقيدين، وتتعرض زنازينهم للاقتحامات والمضايقات، وعدد من المعزولين تعرض لضرب شديد كالأسير عبد العظيم عبد الحق.
وأوضح البل أنّه وُجهت له تهمة محاولة الاختطاف من داخل السجن وحكم عليه 23 شهرًا، وأنّ عقوبة العزل تأتي كعقوبة إضافية على قرار الحكم. وناشد البل الصليب الأحمر الدولي الاهتمام بزيارة المعزولين، وإدخال الأغراض اللازمة لهم كالصحف والملابس، وطالب البل بإنقاذ حياة المعزولين،لأن استمرار العزل يؤدي إلى تدهور صحي ونفسي للمعزولين ويضعهم في دائرة الخطر الشديد.
وحذّر المحامي كريم عجوة من تدهور الوضع الصحي للأسير المعزول عصام احمد محمود زين الدين، سكان قرية مجدل بني فاضل في نابلس، والمحكوم مؤبد، ومعزول في زنازين عسقلان، بسبب تدهور وضعه الصحي حيث يعاني من آلام بالمعدة و من حساسية بالجلد، مُشدّدًا على أنّ الأدوية التي يأخذها لم تخفف من آلامه. وقال إنّه معزول بقرار امني إسرائيلي منذ شهر أيار (مايو) عام 2015، وأنّه تنقل في أكثر من عزل، وأنّه كل 6 شهور يتم تمديد عزله. وأفاد أيضًا أنّه ممنوع من زيارة الأهل، وأنّ ظروف العزل سيئة ونوعية الطعام المقدمة له أيضًا سيئة جدًا، على حدّ قوله.
ومن ناحيته أفاد الأسير المعزول عبد العظيم عبد الحق سكان نابلس والمحكوم 23 عامًا والمعزول في سجن مجدو أنّ أوضاع المعزولين صعبة، خاصّةً أنّه تمّ زجه قبل نقله إلى عزل مجدو مع السجناء الجنائيين في عزل ريمون والذين يقومون بالاعتداء على الأسرى وتوجيه الشتائم والتهديدات لهم. وقال إنّ مصلحة السجون الإسرائيليّة تتعمد نقل المعزولين من مكان إلى مكان، ولا تخلق الاستقرار، وأنّه تعرض لاعتداء على يد ضابط يدعى اشير أصيب خلالها بجروح وآلام شديدة في كافة أنحاء جسمه وهو داخل زنزانة في سجن مجدو يوم 16/1/2015، وأنّه تقدم بشكوى ضد هذا الضابط، وكلمّا حان موعد جلسة المحاكمة حول الشكوى يتم نقله إلى عزل آخر وتؤجل المحكمة، حسبما أكّد.
وأفاد عبد العظيم أنّه ممنوع من زيارة الأهل. والأسرى المعزولين هم: شكري الخواجا، محمد البل، عبد العظيم عبد الحق، عماد سرحان، وائل نعيرات، سامر البرق، غالب غنيم، نور الدين أعمر، عصام زين الدين، حسام عمر، محمد جبران، نهار السعدي، عبد الرحمن عثمان، موسى صوفان وفارس السعدة.