الحدث - محمد مصطفى
لم يجد معظم الغزيين مكانا للتنزه والاستجمام خلال عطلة عيد الفطر السعيد سوى شاطئ البحر، فتوجهوا إليه فرادا وجماعات، مستغلين الأجواء الحارة التي تزامنت مع العطلة.
لسعات مؤلمة
غير أن ثمة ما أفسد رحلات الاستجمام، وحرم المصطافين من السباحة واللهو في المياه الدافئة، رغم هدوء البحر وأمواجه، فمئات الآلاف من قناديل البحر السامة، قذفتها الأمواج على الشاطئ، وملأ لعابها الحارق المياه، التي ما يبرح الداخلون إليها بالشعور بحرقة شديدة تصيب جلودهم، ما يدفعهم للفرار والخروج من المياه.
المواطن إبراهيم النحال، اندفع وأبنائه للمياه فور وصلوهم للشاطئ، وبدو فرحين لهدوء البحر، غير أن أربعتهم لم يستطع البقاء في البحر أكثر من خمس دقائق، وخرجوا يفركون جلودهم، ويشتكون من حرقة، وسارعوا بسكب الماء العذب البارد على مكان اللسعات المؤلمة.
وأوضح النحال أنه رغم علمه المسبق بأن موعد وصول القناديل يتزامن مع منتصف تموز من كل عام، إلا انه فوجئ بوجودها بهذا الكم الكبير، لدرجة تجعل من البقاء في الماء أمر مستحيل.
وأشار إلى أنه سيضطر لقضاء باقي يومه جالساً على الرمال، متحسراً على منظر المياه، بعد أن أفسدت القناديل رحلته، التي ظن أنها ستكون جميلة.
وبينما الوالد جلس على الرمال، انصرف الأبناء باللهو بواسطة طائرات ورقية أحضروها معهم إلى الشاطئ، وكان بعضهم لازال يجلس ويتحسس مواضع الألم.
الاكتفاء بالمشاهدة
أما الفتيان الشقيقان أحمد وخليل عوض الله، فكانا يجلسان على الأرض وينظران للمياه الصافية بحسرة، دون أن يستطيعا دخولها.
وقال خليل، جئنا برفقة العائلة لقضاء يوم كامل من عطلة العيد على الشاطئ، وكنا نخطط للسباحة في المياه لساعات، خاصة وأن الجور حار، وجميعنا بحاجة للاستبراد بالمياه، لكننا فوجئنا بالقناديل ولعابها يملئ البحر بشكل غير مسبوق.
أما أحمد فأكد أنه وشقيقه قررا البقاء خارج المياه، بعد أن تعرضا للسلع عند دخولها، وهما سيقضيان يومهما بالنظر إلى الأمواج الهادئة والمياه الصافية بحسرة، دون أن يجرءا على دخولها.
إفساد هواية الصيد
وليس ببعيد عن الشقيقان عوض الله، بدا الشاب حسين ماضي ضجراً، فقد ألقى بصنارته المليئة بالطعم مرات عديدة في المياه، دون أن تخرج له ولو سمكة واحدة.
وأكد ماضي أن لعاب القناديل يصيب الأسماك بالأذى، لذا فإن الأخيرة تفر من الشاطئ في اتجاه الأعماق، وهو وغيره من الصيادين سيضطرن لوضع صناراتهم جانبا خلال ما تبقى من الشهر الحالي وطوال شهر آب المقبل، على أن يعودوا لممارسة الهواية بداية أيلول، حيت تختفي القناديل، وتميل المياه للدفيء أكثر، فتعود أنواع من الأسماك للاندفاع للشاطئ من جديد.
وفي أواسط تموز من كل عام، تبدأ ملايين القناديل البحرية بالهجرة، وتغزوا شواطئ قطاع غزة، ما ينغص على المصطافين، ويمنعهم من دخول المياه.
والقناديل المذكورة تفرز لعاب مخاطي سام، فور ملامسته للجلد يشعر الشخص بحرقة شديدة، وفي حال لامست أهداب القنديل الجلد بقوة، يترك أثر يشبه الحروق التي تسببها المياه المغلية، وقد يضطر المصاب للتوجه للمستشفى لتلقي العلاج، في حال كانت الإصابة شديدة.