الإثنين  25 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

أردنيون يتقاسمون رغيف الخبز وشربة الماء مع لاجئين سوريين

2015-07-23 02:21:16 PM
أردنيون يتقاسمون رغيف الخبز وشربة الماء مع لاجئين سوريين
صورة ارشيفية

 

الحدث- عمّان

المشهد في محافظة المفرق الأردنية، شمال شرقي المملكة، يرسم صوراً من طيب المعاملة، والمحبة، بين سكان المحافظة واللاجئين السوريين الذين نزحوا تاركين منازلهم، وأملاكهم، وأموالهم، فارين من وحشية القتال الدائر في بلادهم.

تشهد المحافظة تواجداً سورياً يقدر بـ170 ألف شخص، من إجمالي عدد السكان المحليين البالغ 310 آلاف، واستطلع آراء بعض الأسر الأردنية عن مدى التعايش مع هؤلاء اللاجئين، بعد مرور ما يزيد عن أربعة أعوام على اندلاع الصراع في الجارة الشمالية.

هنا في المفرق، تجد الترابط القوي مع اللاجئين السوريين، والذي تجسد في فتح بعض الأسر الأردنية أبواب منازلها على مصراعيها لاستقبال هؤلاء، مقتسمين معهم كسرة الخبز، وشربة الماء.

تقول الحاجة، زرايف العزام، وهي في العقد السابع من عمرها: "نعيش مع إخواننا السوريين، دون مشاكل، ونتبادل الزيارات مع بعضنا البعض، ولا نفرّق في التعامل معهم عن جيراننا الأردنيين". 

وأضافت العزام: "والله لا نأكل شيئاً دون أن نطعمهم منه، حتى أنني أرسل مع أبنائي، لجارتي السورية، أم حمزة، الماء البارد، فالجو كما ترى حار جداً، ولا يوجد لديهم ثلاجة".

وفي الحسين أحد أحياء المفرق، وأثناء توجهه لأداء صلاة العصر، قابلنا علي شنوان (70 عاماً)، وسألناه عن علاقتهم بهؤلاء اللاجئين، فأجاب: "السوريون إخواننا، وجيراننا في الوطن، وإذا لم نقف معهم نحن، فمن سيقف معهم؟".

أمين إرشيد الخزاعلة، صاحب إحدى محلات البقالة، امتدح ضيوفه اللاجئين، وقال :"نحن أهل وأسرة واحدة، ولا فرق بيننا وبينهم".

من جهته، قال عبدالله عبيد، (90 عاماً)، إن "السوريين أناس لا يسببون المشاكل، ويحترمون المكان الذي يعيشون فيه". 

فارع المساعيد (42 عاماً)، رأى من جهته، أن "صلة القرابة، والمصاهرة بين الأردنيين والسوريين، لعبت دوراً كبيراً في زيادة مستوى التعايش فيما بينهم".

وأشار المساعيد، إلى أن الكثير من جيرانه الأردنيين يتقاسمون ما يملكون من مأكل ومشرب مع عدد من اللاجئين السوريين بالمحافظة.

أما حامد السلمان، وهو ناشط في المجال الإغاثي، فقال :"لقد لمست المستوى العالي من التآلف والمحبة بين الأردنيين والسوريين، من خلال جولات توزيع المساعدات على المحتاجين من كلا الطرفين، فقد كان الكثير من أبناء البلد، وعند حصولهم على طرد غذائي، يطلبون أن نعطي مثله لجيرانهم اللاجئين".

(ع.ف) أحد اللاجئين السوريين، الذي فضّل عدم ذكر اسمه كاملاً، أشاد بما وصفه بـ"كرم الضيافة" من قبل سكان محافظة المفرق، وقال للأناضول: "على الرغم من أننا نشتاق لوطننا، ونحلم بالعودة إليه، إلا أننا لم نشعر في يوم من الأيام بأننا أناس غرباء هنا. الجميع يتعامل معنا كأننا من أبناء البلد، نتبادل الزيارات، والمناسبات". 

وبخلاف 4 مخيمات أخرى، يعد مخيم "الزعتري" أكبر مخيمات اللجوء الأردنية الخاصة بالسوريين، ويتواجد في محافظة المفرق، حيث يضم بداخله ما يزيد على 79 ألف لاجئ، من إجمالي ما يزيد على مليون و390 ألف، تحتضنهم المملكة، أكثر من نصفهم مسجلين بصفة "لاجئين" في سجلات مفوضية الأمم المتحدة للاجئين، في حين أن 750 ألف منهم دخلوا قبل الثورة، بحكم النسب والمصاهرة والتجارة، بحسب أرقام رسمية.

وتمتد الحدود الأردنية السورية على طول أكثر من 375 كلم، يتخللها عشرات المنافذ غير الشرعية، التي كانت ولا زالت معابر للاجئين السوريين الذين يقصدون أراضيه.

 ومنذ منتصف مارس/ آذار 2011، تطالب المعارضة السورية بإنهاء أكثر من 44 عامًا من حكم عائلة الأسد، وإقامة دولة ديمقراطية يتم فيها تداول السلطة، غير أن النظام السوري اعتمد الخيار العسكري لوقف الاحتجاجات، ما دفع سوريا إلى دوامة من العنف، ومعارك دموية بين قوات النظام والمعارضة، لا تزال مستمرة حتى اليوم، خلّفت أكثر من 220 ألف قتيل، وتسببت في نزوح نحو 10 ملايين سوري عن مساكنهم داخل البلاد وخارجها، بحسب إحصاءات أممية وحقوقية.