الحدث- محمد غفري
في إحدى مدارس الإيواء في غزة، اقتربت سارة ذات التسعة أعوام، تحاول مزاحمة أرجل الكبار، لتصل إلى قافلة مساعدات إنسانية وصلت قبل لحظات قادمة من رام الله، علها تجد شيئا يمحو ولو قليلا مرارة آلة الحرب الإسرائيلية، لتجد وأصدقائها صندوقا من الحلوى والرسائل الملونة ووجه كبير مبتسم كتب عليه" قوارب غزة.. من الوطن للوطن".
مجموعة قوارب الشبابية، لعنت خطابات السياسيين ووعيدهم، وكرهت كتابة الشعارات الوهمية على مواقع التواصل الاجتماعي، ووسائل التضامن المزيف، لتقرر الخروج إلى الأرض وتساهم في دعم أهل غزة عبر جمع المساعدات الإنسانية من مواد غذائية وطبية وأغطية وملابس، جامعة حتى الان 7 شاحنات، أرسلتها إلى أهلنا في قطاع غزة.
تقول منسقة مجموعة قوارب جنين الطويل في حوار مع "الحدث":"لأن غزة النازفة تنادي الأحرار في كلّ مكان قمنا بهذه الحملة، ورسالتنا من خلالها أن شعبنا بأكمله شعب واحد ووحدتنا ستبقى راسخة في ظل كافة الظروف، وبالرغم من كل المعيقات التي تفرضها سلطات الاحتلال، اعتمدنا بصورة أساسية على ما قدمه أبناء شعبنا من مساعدات عينية ونقدية، بدأنا من رام الله لتمتد الحملة لتصل الآن كافة مناطق الضفة والداخل المحتل".
وتضيف الطويل "المساعدات تضم؛ مواد غذائية، وأغطية، وفراش، ومستلزمات طبية وملابس، الكل ساهم فيها، وبالرغم من بعد المسافة عن غزة وصعوبة نقل المساعدات إلى أننا عملنا قصارى جهدنا لذلك".
بدوره، يؤكد منسق حملة "قوارب غزة.. من الوطن للوطن" ازاد شمس، أكد لـ"الحدث" أن فرحة كبيرة غمرت متطوعين قوارب عند سماعهم خبر مرور الشاحانت إلى غزة عبر معبر كرم أبو سالم، فلدينا في قطاع غزة مجموعة أخرى من المتطوعين، نحن على تواصل دائم معهم من أجل توصيل المساعدات إلى المستشفيات والعائلات المتضررة، والنازحين من أصحاب البيوت المهدمة نتيجة العدوان الإسرائيلي الغاشم".
ويقول شمس "ما نقوم به أضعف الايمان، وما نقوم بجمعه للقافلة الإنسانية القادمة ليست مساعدات بل واجب علينا تجاه أهلنا هناك، مبيناً أن المساعدات يتم نقلها إلى غزة بواسطة شركة نقل خاصة".
من جهته، يقول المتطوع في الحملة الطبيب خالد نمر: "لقد تواصلنا مع زملائنا الأطباء في غزة، وطلبنا منهم أن يرسلوا لنا قائمة بالأدوية والمستلزمات الطبية التي يحتاجونها، وهذا ما حصل، وحتى لا يحدث تكرار في أنواع الأدوية، نسقنا مع مستودعات الأدوية في الضفة لمعرفة الأنواع التي أرسلوها إلى غزة مؤخراً، وحاولنا أن نسد العجز في الأنواع الأخرى".
ويضيف نمر "هناك نقص في 60 صنفا من الأدوية، وأكثر من 80 صنفا من المستلزامت الطبية، سيتم توزيعها على مستشفيات جنين والعودة والقدس ومجمع الشفاء الطبي في القطاع".
من ناحيته، يقول منسق قوارب في غزة خضر ترزd لـ"الحدث": "تابعت مجموعة قوارب منذ فترة، خاصة أثناء حملات الشتاء التي قامت بها في رام الله، وعند الإعلان عن الحملة في غزة، تطوعت بها على الفور".
ويشدد خضر على أن المساعدات يتم توزيعها بشكل عادل على أكثر الأسر احتياجا، بالتعاون مع معهد كنعان في غزة صاحب الخبرة في هكذا حملات منذ حرب 2008، أما المساعدات الطبية تم تسليمها إلى وزارة الصحة كي تصل إلى المستشفيات بحسب أصول العمل لديهم.
أمير حاتم من رام الله (13 عاما) قدم إلى بيت الحياة في البيرة مع أهله؛ ليقدم ما تيسر للمساهمة في الحملة، قائلا: "علمت عن الحملة من خلال الملصقات المنتشرة في الشوارع على الجدران، مضيفا " هذا أقل ما نستطيع تقديمه لغزة".
هناك في غزة الطفلة سارة في مدرسة "الأونورا" انتهت من أكل الحلوى مع أصدقائها، لتفتح مغلفا فيه رسالة حمراء كان قد كتبها طفل من رام الله إلى صديق من غزة لم يعرفه بعد، جاء فيها "نحن أطفال رام الله نحبكم جميعا، ولا عيد لنا هذا العام إلا عندما تنتصرون ونفرح معكم، وسيأتي يوم نلعب فيه معا على شاطئ غزة، نبني من رمله قلعة صغيرة تشبه المسجد الأقصى" ووقعت الرسالة باسم حاتم.
يذكر أن "قوارب" هو برنامج شبابي إنساني تابع لمبادرة بيت الحياة الشبابية، يهدف إلى المساهمة في نشر روح العطاء ومساعدة المحتاجين من أبناء مجتمعنا في كل المدن، إضافة إلى تصويب طاقة الشباب الفلسطيني بالاتجاه الصحيح.