الحدث- فاتن أبو سلطان
سياسة جديدة يتبعها ريال مدريد هذا الصيف، ابتدأت معالمها منذ أن فاجئ الجميع بتصريحات النفي الرسمي لبعض إشاعات سوق الإنتقالات، ليثبت جدية نيته بعدم الإنفاق ببذخ في ميركاتو الصيف.
مما سبق يمكن التكهن أن هدف ريال مدريد واضح لهذا العام، الحصول على الدوري الأسباني، وبدأ الإستفادة من مشروع الشباب الذي بدأ إعداده منذ فترة بشراء العديد من اللاعبين الشبان وإعارة مواهب الكاستيا، ليتم ضم معظمهم حاليا للفريق الأول ومع الجودة الموجودة في صفوفه فإن الهدف هو دمجهم بالتشكيلة والإعداد للحقبة القادمة حيث يشكلون قوام التشكيل الأساسي في الأعوام القادمة. ولم يكتفي الريال بذلك بل يقوم بتحضير وتجهيز مدرب تلك المرحلة المنشودة، عن طريق إعطاء الفرصة لزين الدين زيدان في تدريب الكاستيا، بعد أن عاون أنشيلوتي في عامه الأول كمساعد للمدرب، والأخذ بتوصياته في شراء المواهب الجديدة، حتى تكتمل أركان المشروع القادم بتسليمه دفة قيادة الفريق.
قد تبدو هذه نظرة طموحة وليست بالسيئة أن يعطي النادي الأولوية لمواهبه في محاكاة لتجربة الغريم برشلونة الناجحة في الحقبة السابقة، حيث لم تنجح سياسته القديمة بالإعتماد على النجوم الجاهزين في مرحلة الجلاكتيكوس بجلب الكثير من الألقاب وإن حافظت على بقائه في الواجهة ونجاحه الإقتصادي فقط بخبرة رئيسه بيريز، وبعد أن حصل الملكي على كأسه العاشرة التي لاحقها طويلاً، تبدو الفرصة مناسبة أكثر من أي وقت آخر لبدأ تجربة النموذج الجديد بالإعتماد على المواهب التي تم الإستثمار فيها سابقاً.
أسوء مايمكن أن يحصل للريال هو أن يخرج من جديد بموسم بلا ألقاب، ومع الجودة الموجودة في التشكيل الأساسي وإذا تم التركيز على بطولة واحدة أكثر من أي شيء آخر كبطولة الدوري فمن المستبعد أن لا يحقق نادي العاصمة هدفه، ويبقى الرهان على مدرب المرحلة الحالية بينتيز وخبرته في إعداد ودمج المواهب واستخراج أفضل ما لديها،والإعتماد على خبرة لاعبي الفريق الأول وطموح المواهب القادمة. هذا المشروع الذي دخل في طور التنفيذ غير مطلوب منه احراز الثلاثيات واكتساح أوروبا، بل الفوز بما يمكن من الألقاب والبدأ باستخراج الجودة من استثمارات الكاستيا. فهل يستطيع بينتيز تحقيق النجاح في هذا المشروع الطموح أم يفشل قبل أن يبدأ ليعود الريال لسياسة الجلاكتيكوس وشراء النجوم؟