الحدث- محمد مصطفى
هبت جموع اللاجئين الفلسطينيين وممثليهم، بصورة غير مسبوقة، رفضاً لسياسة التقليصات المتواصلة، التي تنتهجها وكالة الغوث الدولية "أنروا"، منذ مدة، وكان آخرها التلميحات بتأجيل العام الدراسي الحالي، ووقف رواتب المعلمين لعدة أشهر.
فقد شارك مئات اللاجئين الفلسطينيين من مناطق متفرقة في قطاع غزة، في سلسلة اعتصامات وفعاليات احتجاجية، دعت إلها اللجان الشعبية للاجئين بمخيمات القطاع، ونظمت جميعها خلال الأيام الماضية، احتجاجاً على ما تنوى وكالة الغوث القيام به من تقليصات خطيرة في الخدمات المقدمة لقطاع التعليم.
وطالب لاجئون التقتهم "الحدث" خلال مشاركتهم في اعتصامات متفرقة أقيمت جنوب قطاع غزة، أمام مراكز تابعة لوكالة الغوث، المؤسسة الدولية بوقف التقليصات، خاصة التي تخص قطاعي التعليم والصحة، وهما الأهم بالنسبة للاجئين.
ويقول اللاجئ أحمد عياش، وكان يحمل لافتة كتب عليها شعار، " أعيدوا فتح المدارس في موعدها"، إنه سيستمر في المشاركة في الفعاليات والتحركات الاحتجاجية ضد قرارات وكالة الغوث الأخيرة، حتى تستجيب لمطالبهم، وتتوقف عن إقرار التقليصات المذكورة.
وأكد عياش أن وصول التقليصات لقطاع التعليم، يعتبر تجاوز لكل الخطوط الحمراء، وينذر بما هو أسوأ، ويهدد مستقبل اللاجئين الفقراء.
أبعاد سياسية
وتقول الناشطة أماني رباح، عضو اللجنة الشعبية للاجئين وسط قطاع غزة، إن ما حدث مؤخراً من تهديد فعلي لتأجيل العام الدراسي، ووقف رواتب المعلمين العاملين في وكالة الغوث لعدة أشهر، ليس الأول من نوعه، فهو يأتي ضمن نهج تقليص متواصل، تنتهجه "أنروا" منذ مدة، وطال الكثير من البرامج والمساعدات، التي تقدمها المؤسسة الدولية للاجئين في مناطقها الخمس، لاسيما قطاع غزة المحاصر.
وأوضحت رباح في حوار مع "الحدث"، أن الأمر سياسي أكثر منه مالي كما تدعي وكالة الغوث، فربما نحن نسير باتجاه إنهاء فعلي للمؤسسة الدولية، التي ارتبط اسمها بقضية اللاجئين ومعاناتهم منذ العام 1948، وهذا له أبعاد خطيرة، سواء سياسية، أو حتى إنسانية.
وتسائلت رباح لماذا الآن بالذات تتصاعد أزمة وكالة الغوث المالية؟، في ظل تزايد الحديث عن دولة غزة، وتعميق الانقسام، هناك إشارات عديدة تستدعي القلق من قبل جمهور اللاجئين.
ودعت رباح لأكبر هبة جماهيرية من اللاجئين الفلسطينيين في الوطن والشتات، على غرار ما حدث ويحدث في هذه الأيام، للتصدي للمخطط الدولي الخطير، الذي يستهدف قضية اللاجئين، ويسعى لتذويبها، وهذا جزء من مخطط أوسع وأكبر، يسعى القائمون عليه بالأساس لإنهاء القضية الفلسطينية، عبر سحق حق العودة، وعنوانه المخيم.
فعاليات متصاعدة
ويقول الناشط رسمي أبو العنين، عضو اللجان الشعبية للاجئين بمخيم رفح، إن الفعاليات التي ينتهجها اللاجئون وممثلوهم ضد سياسة وكالة الغوث، ستأخذ شكل كرة الثلج، في حال لم تستجب "أنروا" للمطالب.
وأوضح أبو العنين أن الفعاليات حتى الآن تقتصر على اعتصامات احتجاجية صغيرة، كما يتم تحشد النخب لمخاطبة وكالة الغوث، لكن هذا سيطور في حال نفذت المؤسسة الدولية تهديدها، وأجلت العام الدراسي.
وأشاد أبو العنين بمناشدات منظمة التحرير الفلسطينية المتتالية لدول العالم، والداعمين لوكالة الغوث، من أجل الإيفاء بالتزاماتهم، وتجاوز الأزمة الخطيرة، التي تهدد بتأجيل العام الدراسي، وهي سابقة خطيرة.
وأشار أبو العنين إلى أن أكثر ما يقلق اللاجئين هو ما قد يحمله المستقبل من تقليصات جديدة، ربما تطال برامج أكثر حيوية، وهذا يعزز قناعة اللاجئين بتوجه لدى العديد من الجهات لإنهاء عمل "أنروا"، وتصفيتها، بما يحمله ذلك من خطورة.