خلفت موجات الحر الشديدة والمتعاقبة، أضرارا كبيرة على قاطعي الزراعة وتربية الدواجن، لاسيما وأنها تزامنت مع أزمة الكهرباء الحالية، خاصة وأن الكهرباء قد تساعد في حال توافرها بتخفيف الأضرار المتوقعة للحر.
نفوق دواجن
اشتكى العديد من ملاك مزارع الدواجن والعاملين فيها، من حدوث عمليات نفوق كبيرة في مزارعهم، خاصة خلال ساعات الظهيرة، لعدم قدرة الدجاج على احتمال درجات الحرارة العالية.
وأوضح أحمد عبد الجبار، ويعمل تاجر دواجن جنوب قطاع غزة، إن الحر الشديد عدو لدود للدواجن البيضاء، التي تربى في مزارع كبيرة، خاصة إذا ما كانت ناضجة أو قريبة من النضج.
ولفت إلى أن ملاك المزارع والعاملين فيها، كانوا يستخدمون رشاشات مياه، وشفاطات تعمل على تجديد الهواء داخل المزرعة، وهذا يقلل النفوق، لكن الآن وفي ظل أزمة الكهرباء الحالية، بات معظمهم عاجزين عن استخدام الطرق المذكورة.
وبين عبد الجبار، أن الكارثة الأكبر تكمن في عودة أسعار الدجاج للانخفاض هذا الموسم، على عكس ما كان سائداً في الموسم السابقة، حيث تكون الأسعار عالية في فصل الصيف، وهذا يعوض المربين والمزارعين عن خسائرهم.
أما المربي إسماعيل عياد، فأكد أنه وأشقاءه بالكاد استطاعوا التغلب على موجات الحر التي مرت مؤخراً، والنجاة بدواجنهم بأقل الخسائر، لكنهم فوجئوا بقرب ووصول موجات أكثر حرارة، وهذا بالنسبة لهم نذير شؤم.
ولفت عياد إلى أنهم باشروا بالاستعداد لما هو قادم، بتعبئة خزانات مياه، ولفها بأقمشة بيضاء، وشراء وقود للمولد، لتشغيله وبدء رش المزرعة من الداخل والخارج لتبريدها خلال فترات ذروة الحرارة.
وأكد عياد، أن أكثر ما يقلقهم أن الدواجن بدأت تكبر، وكلما تقدم عمرها وزاد وزنها، أضحت اقل احتمال لدرجات الحرارة المرتفعة.
أضرار خضروات
وواجه مزارعون صعاب كبيرة خلال الفترة الماضية، وتعرضت خضرواتهم للضرر جراء موجة الحر، وما صاحبها من انقطاع للكهرباء لساعات طويلة.
وأكد المزارع خليل طالب، ويمتلك أرضاً مزروعة بالطماطم جنوب قطاع غزة، أن ارتفاع الحرارة بشكل أكبر من الطبيعي، يحتم على المزارعين القيام بإجراءات مكثفة، لمنع إصابة الأشتال بالموت والجفاف، أو احتراق البراعم الجديدة.
ولفت إلى أن ابرز تلك الإجراءات زيادة عدد مرات الري إلى مرتين بدلاً من واحدة، وإطالة مدتها، ورش أدوية زراعية خاصة.
وبين طالب، أن أزمة الكهرباء الحالية، تحول دون تشغيل مضخات المياه، سواء تلك المثبتة على الآبار الزراعية، أو على برك الري، وهذا يعرض النباتات لخطر شديد، ويضع المزارعين في مهب الريح، ويرفع من احتمال تعرضهم لخسائر محققة.
وتوقع طالب، أن تشهد أسعار الخضروات الصيفية ارتفع ملحوظ في الفترة المقبلة، بينما تنخفض جودة أنواع أخرى من الخضار، خاصة الباذنجان، الذي يحتاج لري منتظم ومتواصل، حتى لا يتغير مذاقه ويتحول إلى مر.
نمو آفات
وأسهم الارتفاع الكبير في درجات الحرارة، في تزايد نمو وانتشار أنواع عديدة من الآفات الزراعية، خاصة تلك التي تصيب الأشجار المثمرة.
واشتكى مزارعو الحمضيات على وجه التحديد، من تسارع انتشار حشرة "دودة الأنفاق"، والتي تسمى محلياً "خريطة"، وتتسبب في تجعد الأوراق ووقف نوها.
وأكد المزارع محمود ماضي، أنه أرهق مادياً من كثرة شراء أدوية لمكافحة تلك الحشرة الخطيرة، التي توقف نمو الأشجار، خاصة الصغيرة، نظراً لإصابة البراعم.
ونوه إلى أنه كلما زادت درجات الحرارة، كلما كانت الأجواء بيئة مثالية لتكاثرها، بالإضافة إلى أنواع أخرى من الحشرات، مثل حشرة " الصرصار البني"، التي تلتهم الأوراق بشراهة، والمن والعناكب الضارة.
وبين ماضي أن الصيف الحالي هو الأسوأ على المزارعين منذ سنوات، وفيه زادت نسبة إصابة الحقول بالآفات، بشكل ملحوظ.
وتعتبر مناطق جنوب قطاع غزة، من أفضل الأراضي الزراعية، وأكثرها خصوبة، وفيها تزرع معظم خضروات وفواكه قطاع غزة.