الحدث- محمد مصطفى
مع اشتداد موجة الحر الأكثر تطرفاً منذ سنوات وفق خبراء الأرصاد الجوية، بات شاطئ البحر يستقبل المصطافين الفارين من لهيب المنازل على مدارس الساعة.
ورغم أن الاصطياف والاستجمام على الشاطئ في الغالب يتم خلال ساعات النهار، إلا أن معظم الأسر في قطاع غزة باتت تفضل أن تقضي هناك جزء كبير من الليل، مستمتعة بالهواء المنعش والرطب، والأجواء الجميلة.
أجواء جميلة
ويقول المواطن إبراهيم صيام، وكان يجلس برفقة مجموعة من أصدقائه على الشاطئ عند منصف الليل، ويتبادلون أطراف الحديث، إن ارتفاع درجات الحرارة بشكل كبير تجعل من الاصطياف نهارا أمر بالغ الخطورة، فكل من يتوجه إلى البحر من الممكن أن يتعرض لضربات شمس، ناهيك عن الازدحام الشديد خلال ساعات النهار.
ونوه إلى أنه ومنذ انتهاء شهر رمضان، وجميع الرحلات التي شارك فيها إلى الشاطئ، سواء مع العائلة أو حتى مع الأصدقاء تبدأ بعد السادسة مساءاً، وقد تستمر حتى الثالثة أو الرابعة فجراً.
ولفت صيام لـ "الحدث"، إلى أن جمال البحر في الليل لا يمكن تخيله، فالأنوار الخافتة لمصابيح مراكب الصيد، والنار التي يشعلها البعض على الشاطئ، ونسمات الهواء الباردة، تضفي أجواء من المتعة والسعادة على كل المصطافين.
سباحة ليلية
ورغم التحذيرات التي أطلقها ويطلقها المنقذون البحريون، من خطورة السباحة خلال ساعات الليل، نظراً لتعذر رؤية وإنقاذ أي شخص قد يتعرض للغرق، إلا أن بعض الشبان غامروا ونزلوا المياه، مستعينين بنور القمر الخافت.
ويقول الشاب ساهر نجيب لـ"الحدث"، إن السباحة في الليل ممتعة لدرجة كبيرة، نظراً لأن مياه البحر بعد الثانية عشر ليلا تميل للدفء والهدوء، والنزول فيها أمر ممتع، خاصة مع مرور هبات من الهواء البارد عند رأس المستجم.
ولفت نجيب إلى أنه وأصدقائه الأربعة يسبحون في بقعة صغيرة، يكونوا اختاروها خلال ساعات النهار، ويبقوا متلاصقين، حتى إذا ما حدث مكروه لأحدهم لا سمح الله، يتدخلوا سريعاً لمساعدته.
رياضة المشي
أما الشاب عاطف صالح، وكان يمشي برفقة صديقه على الشاطئ، أكد أنه يأتي إلى البحر مرتين في الأسبوع، وغالباً يحدث ذلك خلال ساعات الليل، ليمارس رياضة المشي على الشاطئ، فهي أكثر فائدة من ممارستها في الشوارع المعبدة.
ونوه لـ "الحدث"، إلى أن المشي خلال ساعات النهار، حين تكون الشمس ساطعة أمر مرهق لا يمكن احتماله، لذلك فهو يأتي لممارستها خلال الليل، ويجد متعته في السير على حافة الأمواج، لتتبلل قدماه، ويشر بالبروة في ظل الأجواء الحارة.
ولفت صالح إلى أن شاطئ البحر بات المتنفس الوحيد أمام سكان غزة، فيقصده الراغب في السباحة، والساعي لقضاء أوقات ممتعة، ويفضله البعض في النهار، وآخرون في الليل، وكل الغزيين يستمتعون به خلال فصل الصيف، وإليه يفرون من الحر وانقطاع الكهرباء.