الثلاثاء  26 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

“نتنياهو” يخشى حلول السلام في الشرق الأوسط

2015-08-03 07:12:37 AM
“نتنياهو” يخشى حلول السلام في الشرق الأوسط
صورة ارشيفية

نصّب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نفسه كأكبر عدو للسلام في الشرق الأوسط. ويكشف خطابه المشوب بالأخطاء وغير المرحب به تمامًا إلى الكونجرس الأمريكي بشأن إيران، وتكتيكاته العنصرية المذعورة عشية الانتخابات في إسرائيل، وبيانه المخادع الذي ألقاه بعد الانتخابات الذي قال فيه إنه حقًا لا يدعم حل الدولتين، يكشف كل هذا عن شخص يخشى من حلول السلام في الشرق الأوسط، وسوف يفعل كل ما بوسعه فعله من أجل إحباط السلام في الشرق الأوسط.
 
وقد اتخذ الرئيس أوباما الموقف الصحيح عندما وضع مسافة بينه وبين نتنياهو، ومع اللغة الدبلوماسية المعتادة، يوضح أوباما أنه طالما نتنياهو هو المسؤول، فإن عملية السلام محكوم عليها بالموت. وعلى الرغم من أنه يقال على نطاق واسع إن العلاقة الشخصية بين الولايات المتحدة والسلطة الفلسطينية متوترة؛ إلا أن هذا شيء فرعي، بينما الأمر الأساسي هو أن الولايات المتحدة والسلطة الفلسطينية لا تمتلكان شريكًا تفاوضيًا.
 
ويعتبر ما قاله نتنياهو في اللحظات الأخيرة لحملته الانتخابية ببساطة أمرًا لا يمكن التراجع عنه وهو: أن حل الدولتين لن يتم تنفيذه أبدًا طالما أنه يشغل منصب رئيس الوزراء، وأن التصويت العربي في الانتخابات الإسرائيلية يشكل تهديدًا للنظام السياسي في إسرائيل. وهذا الرجل سوف يقول أي شيء ويفعل أي شيء ليحافظ على سلطته ويبقي على الشعب الفلسطيني في مرتبة أدنى.
 
ويمتلك نتنياهو الكثير من وسائل المساعدة لتحقيق تلك الأهداف، سواء في الكونجرس أو في السفارة الإسرائيلية في واشنطن. فلازال اللوبي الإسرائيلي قويًا وممولًا تمويلًا جيدًا، مع وجود الكثير من الموارد لضمان أن المساعدات الاقتصادية والعسكرية سوف تستمر في التدفق على إسرائيل، وأن القضية الفلسطينية سوف يتم تجاهلها، وأن ترسانة إسرائيل من الأسلحة النووية ليست موضوعًا مناسبًا أبدًا لكي يُطرح للنقاش.
 
ويعتبر رون ديرمر، الرجل الأمريكي المولد والذي يشغل منصب السفير الإسرائيلي في واشنطن وهو في طليعة الرجال المؤمنين بنتنياهو، شخصية أساسية في اللوبي. وهو رجل، كما هو الحال بالنسبة لرئيسه، لا يتخذ خطوة إلى الوراء أبدًا عندما يتعلق الأمر بالترويج للفكرة المتوهَمة عن احتياجات إسرائيل الأمنية.
 
ويقال إنه يعمل بلا كلل من أجل استعادة مصداقية نتنياهو وتشجيع أعضاء الكونجرس على الحفاظ على موقفهم بشأن فرض العقوبات على إيران. ومن الصعب أن نتخيل تغييرًا كبيرًا في السياسة الأمريكية ما لم يتم كبح جماح اللوبي الإسرائيلي.
 
وقد صرح الرئيس أوباما على نحو صحيح أن “معرفة كيف يمكننا المضي قدمًا خلال سياسة عسيرة ومختلفة” هو أكبر تحد الآن. ولا يجب أن يعني هذا الإقدام التغلب على الخلافات وإعادة التأكيد من جديد على الشراكة الأمريكية الإسرائيلية غير القابلة للكسر. ولكن بدلًا من ذلك، ينبغي لواشنطن أن تمضي قدمًا عن طريق استخدام السلوك العدواني لنتنياهو من أجل تغيير مسار سياستها في الشرق الأوسط.
 
وينبغي لهذا المسار الجديد أن يشتمل على إعادة التأكيد على حل الدولتين ضمن حدود ما قبل حرب 1967، ومعارضة المشروع الذي يدعمه نتنياهو والذي ينص على تعريف إسرائيل على أنها “دولة قومية للشعب اليهودي“، وتقديم مساعدة تنموية كبيرة للسلطة الفلسطينية (وخاصة في قطاع غزة، الذي يواجه أزمة في المياه من بين العديد من أزمات الحرمان الأخرى).

كما يجب أن يكون العمل من خلال مجلس الأمن التابع لمنظمة الأمم المتحدة بدلًا من الاستمرار في الاعتماد على الدبلوماسية المشتركة بين الجانبين جزءًا من الأجندة الأمريكية الجديدة. وينبغي للرئيس أن يدين بشكل قاطع التحالف الإسرائيلي الجمهوري الذي تم تشكيله لتقويض الاندماج مع إيران، وصياغة سلام عادل بين إسرائيل وفلسطين.