الحدث – آيات يغمور
أجمع محللون سياسيون بأن ما طرح في اللقاء الذي جمع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف مع رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" خالد مشعل في الدوحة، يشير إلى أن توجه الحركة نحو التهدئة هو أقرب إليه من المصالحة.
وأوضح المحلل السياسي محمد أبو علان أن إسرائيل سترحب بأي وساطة كانت سعياً لتحقيق التهدئة في غزة، مؤكداً أن إسرائيل تبحث عن تهدئة بعيدة عن أية آفاقٍ سياسية.
وأشار أبو علان لـ"الحدث" إلى اختلاف المستويين السياسي والأمني في إسرائيل، في محاولة من الأولى إعطاء حركة حماس ميناءً يجعلها ترغب في الحفاظ عليه من أي اعتداءات إسرائيلية الأمر الذي يقيد المقاومة في غزة.
من جهته، يرى المحلل السياسي هاني المصري لـ"الحدث" أن زيارة لافروف تجعل من روسيا وسيطاً لكن ضمن مجموعة كبيرة من الوسطاء، معرباً عن تزايد الدور الروسي الذي باتت تلعبه الآن في المنطقة الذي اكتسبته تبعاً لعلاقاتها القوية مع إيران وتركيا.
وحول ملف المصالحة فيما إذا تم طرحه في لقاء لافروف الأخيرة مع مشعل، أوضح المصري أن المصادر لم تذكر مناقشة هذا الملف، لكن روسيا قدمت عدة دعوات للفصيلين الفلسطينيين عدة مرات ولم تحصل على استجابة، مشيراً إلى أن المصالحة لم تنضج حتى الآن مستدلاً بتعديلات الحكومة الحالية.
وفي السياق ذاته، نوّه أبو علان إلى أهمية المصالحة في الوصول إلى تهدئة مع الجانب الإسرائيلي تجنباً للخضوع لشروط إسرائيلية مجحفة، لكنه لم يستبعد لجوء حماس للتهدئة بشكل منفرد بعيدا عن المصالحة عبر وسطاء.
وأشار المصري إلى موازين القوى التي تتحكم في المنطقة وخصوصاٌ فيما يتعلق بالتهدئة ما بين حماس والجانب الإسرائيلي، مبينا أن روسيا اليوم تربطها علاقات تكاملية مع الدور الأوروبي فيه بعض التنافس، لكن تراجع أمريكا في المنطقة نابع من توجهها للقضايا المتعلقة بالصين وإحالة الملفات الإقليمية لروسيا يسهل عليها القيام بذلك.
وأوضح أن روسيا تريد أن تلعب دورا في عملية التهدئة وتستطيع ذلك بطبيعة علاقتها مع كلا الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، لكنها لا تصنف ضمن قائمة المانحين الكبار، بل تقوم بدور الوسيط بحكم علاقتها مع إيران التي عقدت اتفاقاً نووياً مع دول 5+1، الأمر الذي يضعف الدور الإقليمي لإسرائيل في المنطقة.
من جهة أخرى، يرى المصري أن هناك تغييرات إيجابية تطرأ على حماس ناتجة عن عودة علاقاتها مع السعودية، إضافة إلى استعداد إسرائيل التوصل إلى تهدئة مع حماس.
وحول التهدئة، قال المصري إن شروط التهدئة التي تفرضها إسرائيل تهدف إلى ضمان الأمن في غزة بما يحمله ذلك من وقف للمقاومة وعدم التسلح، وعلى رأس ذلك أيضا الاعتراف بإسرائيل مقابل تسهيلات بسيطة لحماس لا تضمن لها الحصول على ميناء أو مطار أو حتى فتح للمعابر ناهيك عن إطلاق سراح الأسرى.