عاد مهرجان فلسطين الدولي من جديد بدورته السادسة عشرة بعد غيابه العامَ الماضي، مختاراً قضية "التمييز" موضوعاً له، ومنحازاً للحرية.
وافتتح المهرجان ليلة الثلاثاء بالتزامن، في كلّ من قصر رام الله الثقافي بتخريج طلبة مدرسة الدبكة التابعة لمركز الفن الشعبي، ومدينة جنين بعرض لفرقة "بلدنا" الأردنية.
وانعكس شعار "التمييز" من خلال العرض الأول الذي افتتح به المهرجان، والذي جسد ثلاثة أنماط مختلفة من الرقص، وهي الدبكة الفلسطينية، والأفرو-دبكة، والهيب هوب، ووضعها "في سياق واحد، تؤدي إلى الجذور التي نحن جميعنا منها" كما تصف كلمة المهرجان، وانعكس الشعار أيضاً من خلال بعض الفِرق المشاركة من أرمن وإيرلنديين، كما المناطق المختلفة التي تمتدّ فعاليات المهرجان إليها في المدن الفلسطينية.
وقالت مديرة مركز الفن الشعبي إيمان حموري في كلمة الافتتاح، إن موضوع التمييز لا يقتصر على فعاليات المهرجان، بل "استكمل رؤية مركز الفن الشعبي في برامجه الأخرى، بالعمل مع الأطفال والشباب وكافة شرائح المجتمع وعلى كافة المستويات، لتكون محفزاً للتغيير داخل الإنسان ونحو كل ما هو حر".
وخرجت مدرسة الدبكة في اليوم الأول من مهرجان فلسطين الدولي، 370 طفلاً وطفلة، تتراوح أعمارهم بين 6-17 عاماً موزعين على 13 فرقة، وذلك بعد عام من التدريبات، لتعريفهم على التراث والهوية الفلسطينية والتمسّك بها كنوع من المقاومة، على حدّ تعبير مدرّبة الرقص في المدرسة ليلى بخاري، التي اعتبرت أن "البدء بتخريج طلبة الدبكة من الأجيال الجديدة قرار مهم اتخذته إدارة المهرجان".
وبالتزامن مع العرض الذي أمه المئات من ذوي الطلبة؛ قدّمت فرقة بلدنا الأردنية عروضها الموسيقية في جنين، وهي الفرقة التي عُرف عنها طابعها الوطني بموسيقاها الشرقية.
وأدت فِرق الأطفال، "الحنجلة" و"زغاريد" و"فنونيات" وزريف" و"تغريبة" وغيرها، مجموعة من العروض الراقصة حسب فئاتهم العمرية، أو بمشاركة أكثر من فرقة في عرض واحد على موسيقى تراثية، بعفوية بين الراقصين الصغار والفتية، بعد أن اصطفوا وقد بدت عليهم الحماسة والارتباك كما وصفت إحداهنّ.
وتوالت العروض، فكانت كل فرقة تنسحب تفسح المجال لأخرى بسلاسة حتى أتموا عشرين عرضاً، لم تهبط خلالها أيادي الحضور، إما تصفيقاً أو لتصوير أطفالهم الخريجين بهواتفهم.
واكتفت فداء الخواجا التي جاءت لمشاهدة طفلتها ندى بالإشارة إلى سعادتها الغامرة، وهي تلوح لابنتها التي كانت تتمايل على خشبة المسرح.
أما عن سارة القواسمي (14 عاما)، فقالت: "إن الشهادات التي استلمتها مع زملائها في فرقة "جفرا" والفرق الأخرى، جاءت تتويجاً حبّهم للدبكة وما تمثّله هذه الرقصة التقليدية بالنسبة للوطن والتراث".