الإثنين  25 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

استجمام فلسطيني إسرائيلي وسط تصاعد عمليات العداء

2015-08-06 09:01:12 AM
 استجمام فلسطيني إسرائيلي وسط تصاعد عمليات العداء
صورة ارشيفية
الحدث - قيس أبو سمرة
 
يلقي الشاب الفلسطيني "إياد حسين" (22 عامًا)، نفسه في مياه نبع فارة "الفوار – مبواع" ، القريبة من مدينة أريحا شرقي الضفة الغربية، إثر الارتفاع الشديد لدرجات حرارة الصيف، غير آبه بعشرات المستوطنين اليهود، الذين يستجمون في النبع، وتسيطر عليه دائرة حماية الطبيعة الإسرائيلية.
 
حسين من بلدة جبع شرقي القدس، يبتسم ويقول لمراسل الأناضول، "المياه باردة جدًا، تخفف عنك عناء يومٍ حار، لا مكان في البلدة للاستجمام، وهذا موقع فلسطيني".
 
وعن وجود المستوطنين يقول الشاب "هذه أراض فلسطينية ووجودهم أمر واقع بفعل الاحتلال، لا آبه بهم، آتي هنا مع أصدقائي يوميًا في فصل الصيف".
 
ويبدو الصراع واضحًا على الموقع الذي تسيطر عليه دائرة حماية الطبيعة الإسرائيلية وترفع العلم الاسرائيلي عليه، والذي يقع في المنطقة المصنفة "ج" حسب اتفاق أوسلو.
 
والنبع، بركة مياه تصل مساحتها نحو 40 مترًا مربعًا، يتوسطها مبنى دائري، يقول "إبراهيم جبر" أحد المستجمين، وأحد سكان المنطقة، إن المبنى شُيّد قبل الاحتلال الإسرائيلي في العام 1967.
 
وكانت السلطات الإسرائيلية أضافت مباني على الموقع القديم، وأجرت ترميمات عليه.
 
ويضيف الشاب "هنا يأتي المستوطنون بشكل يومي، يستجمون، يبقون ساعات طويلة، نحن نبقى هنا ونصر على الاستجمام، رغم وجودهم".
 
ولفت بقوله: "البعض يأتي هنا وينقل أننا نستجم معًا، في إشارة إلى وجود تسامح وتطبيع في العلاقات، لكن انظر نسبح في موقع واحد لا نتبادل أطراف الحديث قطعيًا، هم يجلسون وحدهم أيضا لا نختلط بهم، إنه صراع على الأرض والوجود".
 
وفي الموقع مستوطنون يهود يضعون قبعات خاصة تشير إلى أنهم متدينون، يستجمون مع عائلاتهم، يقابلهم عائلات فلسطينية، كأن كل منهم لا يرى الأخر.
 
وهناك عداء كبير بين الفلسطينيين والمستوطنين الإسرائيليين، حيث يشن المستوطنون هجمات ضد الفلسطينيين وممتلكاتهم كانت أخرها مقتل الرضيع "علي دوابشة" في بلدة دوما قرب نابلس بعد حرقهم منزل عائلته الجمعة الماضية.
 
ويقع النبع إلى الشرق بوادي عميق في السفوح الجبلية الشرقية لمدينة القدس، المطلة على الأغوار الفلسطينية حيث تجري مياه النبع باتجاه مدينة أريحا شرق الضفة الغربية، وسط جبال قاحلة، تحيط بها مستوطنات إسرائيلية.
 
وعلى مقياس الحرارة في المركبة تسجل درجة حرارة الموقع 38 درجة مئوية، حيث تتعرض فلسطين والمنطقة لموجة حرارة مرتفعة منذ أسبوع.
وتطلق سلطة البيئة الإسرائيلية على الموقع اسم "عين الفوار- مبواع"، في حين يسمى الموقع فلسطينيًا "عين فارة".
 
والنبع يقع ضمن مسار وادي القلط "عين فارة جزء منه" الذي يبدأ من أطراف القدس الشرقية حتى مدينة أريحا، وتسعى وزارة السياحة الفلسطينية بحسب "صالح طوافشة" مدير عام حماية الآثار في وزارة السياحة الفلسطينية، لتسجيله على لائحة التراث العالمي.
 
طوافشة قال للأناضول إن "نبع فارة واحد من 7 ألاف موقع سياحي وتراثي فلسطيني في الضفة الغربية"، مشيرًا إلى أن إسرائيل تسيطر على نحو 60٪ منها.
 
وأشار بقوله "عين فارة أُدرجت على لائحة السياحة الداخلية الفلسطينية كمسار للمشي على الأقدام"، مستطردًا "إسرائيل لا تسمح لنا بالعمل وترميم الموقع وتسميه بأسماء يهودية، على أنه موقع إسرائيلي".
 
ووفق اتفاقية أوسلو الثانية الموقعة بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل عام 1995 تم تقسيم الضفة الغربية إلى 3 مناطق "أ" و"ب" و "ج".
 
وتمثل المناطق "أ" 18٪ من مساحة الضفة، وتسيطر عليها السلطة الفلسطينية أمنيًا وإداريًا، أما المناطق "ب" فتمثل 21٪ من مساحة الضفة وتخضع لإدارة مدنية فلسطينية وأمنية إسرائيلية.
 
أما المناطق "ج" والتي تمثل 61٪ من مساحة الضفة فتخضع لسيطرة أمنية وإدارية إسرائيلية، ما يستلزم موافقة السلطات الإسرائيلية على أي مشاريع أو إجراءات فلسطينية فيها.
 
 * الأناضول