استضافت العاصمة اللبنانية بيروت، يوم الخميس، معرضا حرفيا خاصا، هو الأول من نوعه لدعم المسجد الأقصى المبارك، حمل عنوان "الأقصى أمانتي"، تخلله مزاد علني على حفنة من "تراب القدس".
وتضمن المعرض، الذي نظمته عدة جمعيات إسلامية في لبنان، برعاية الأوقاف الإسلامية اللبنانية، وبالتعاون مع "وقف القدس للرعاية والتنمية"، أرتيزانا (أعمال يدوية تراثية) ومنحوتات ومأكولات تراثية فلسطينية.
وتخلل حفل افتتاح المعرض، الذي أقيم في مقر "صندوق الزكاة" التابع لدار الفتوى اللبنانية، في بيروت، ويستمر حتى يوم غد الجمعة، عرض مسرحية للأطفال بعنوان "أنين الأقصى"، لبس خلالها الأطفال أعلام عدة دول كتركيا ولبنان وفلسطين وفرنسا والصين، تعبيرا عن "الواجب الدولي تجاه الأقصى".
وقالت المسؤولة الإعلامية للمعرض، سهاد عكيلة، إن الهدف من هذا النشاط هو "دعم المقدسيين المرابطين في المسجد الأقصى معنويا وماديا"، مشيرة الى أن ريع المعرض "يعود بشكل كامل للمرابطين الذين يدافعون عن مسجدنا الأقصى، خاصة بعد تزايد اقتحام الصهيانة له في الآونة الأخيرة".
وأضافت عكيلة في تصريح للأناضول، أن مثل هذه الأنشطة "تعيد قضية القدس والأقصى للواجهة من جديد، خاصة في ظل ما نشهده من صراعات في العديد من الدول العربية"، معتبرة أن هذه الأزمات "حرفت الأنظار عن القضية المركزية وهي فلسطين والقدس والأقصى".
وعن المسرحية التي عرضت خلال حفل الافتتاح، أوضحت عكيلة أنها تهدف الى "ربط الأطفال بالقدس والأقصى، وتنشئتهم على هذه، كي لا تغيب عن بالهم أبدا"، مشددة على "التمسك بقضية القدس والأقصى حتى النهاية".
وكانت آخر اقتحامات جنود الاحتلال الإسرائيلي، لباحات المسجد الأقصى قد جرت في 26 تموز/يوليو الماضي، حيث خلّفوا وراءهم دمارًا كبيرًا، وأصيب 17 فلسطينيًا، تزامنًا مع ما يسمى "ذكرى خراب الهيكل الثاني" في 70 ميلادية، حيث يزعم الإسرائيليون "أن المسجد الاقصى أقيم على أنقاض الهيكل"، ويدعون لإعادة بنائه من جديد.
و"الهيكل" حسب التسمية اليهودية، هو هيكل سليمان، أو معبد القدس، والمعروف باسم الهيكل الأول، الذي بناه النبي سليمان عليه السلام، وأطلق عليه اسم "الهيكل" لوضع التابوت الذي يحتوي على الوصايا العشر، غير أن البناء تعرض للتدمير على يد القائد البابلي، نبوخذ نصَّر، أثناء غزوه القدس عام 586 قبل الميلاد.
وفيما يصر اليهود على أن الهيكل كان في الموقع الحالي للمسجد الأقصى، فإن الحفريات الواسعة التي قامت بها إسرائيل في المنطقة منذ الاحتلال الإسرائيلي عام 1967، لم تثبت وجود الهيكل في المنطقة، دون أن يكون من الواضح حتى الآن موقعه الحقيقي.