نشر موقع صوت إسرائيل الناطق باللغة العربية صباح اليوم السبت تقريراً خاصاً أعده مراسل الإذاعة في عمان ومحرر الشؤون الشرق أوسطية يوسي نيشر، والذي أكد في التقرير، من خلال ترويجه لإنشاء أول مركز للداراسات الإسرائيلية في عمان، عن وجود نوع من التقارب الأمني والسياسي بين المملكة الأردنية الهاشمية وإسرائيل تحتمه علاقة المصالح والأوضاع غير المستقرة في المنطقة.
إلى نص التقرير.
تغليب شراكة المصالح على الخلافات والتوترات
انطلاق مركز الدراسات الاسرائيلية الاول من نوعه في عمان يتزامن مع اكثر من تقرير عن نوع من التقارب الامني والسياسي بين الاردن واسرائيل على خلفية الواقع الاقليمي المتبلور لا سيما بعد الاتفاق النووي بين طهران والغرب ووسط تعاظم التهديد الداعشي لامن دول المنطقة. شراكة المصالح الاردنية الاسرائيلية لا سيما في المجالات الامنية والاقليمية تعززت في الاونة الاخيرة رغم تشكيلة الحكومة اليمينية في اسرائيل ورغم جمود المسيرة السلمية ورغم التوترات في القدس والتصعيد الامني المحدود في هذه المرحلة على الاقل بين اسرائيل والفلسطينيين.
العلاقة مستقرة بين عمان والقدس رغم تداعيات القضية الفلسطينية
الدكتور عبد الله الصوالحة مدير مركز الدراسات الاسرائيلية الاول من نوعه في الاردن الذي تم انطلاقه في عمان قبل حوالي ستة اشهر يؤكد في سياق حوار مع يوسي نيشر محرر الشؤون الشرق اوسطية في مقر المركز في عمان ان العلاقات بين الاردن واسرائيل مستقرة. الدكتور الصوالحة يؤكد ان العلاقات الاردنية الاسرائيلية تخضع بالدرجة الاولى للمصلحة الاردنية , والمصلحة الاردنية تتمثل بداية باقامة دولة فلسطينية على اساس حل الدولتين وكذلك في المصالح الاردنية في القدس والحفاظ عليها. هناك اتفاقيات بين الاردن والسلطة الفلسطينية حول الوصاية الهاشمية للقدس وبالتالي هناك مصالح اردنية في القدس وايضا فيما يتعلق بمسيرة السلام. بعض الاحتكاكات والاستفزازات في المسجد الاقصى توتر العلاقات بين الاردن واسرائيل ولكن يمكن القول بشكل عام ان العلاقات بين البلدين مستقرة. اما فيما يتعلق بالتنسيق الامني بين الاردن واسرائيل فالدكتور الصوالحة يوضح انه ليس بامكانيته تاكيد او نفي هذه المعلومات ولا سيما تلك الخاصة باستلام الاردن لمروحيات عسكرية من اسرائيل مؤكدا ان المنطقة اليوم في وضع سياسي وامني خطير للغاية وبالتالي من المحتمل ان يكون هناك تنسيق بين دول المنطقة فيما يتعلق بتلك الملفات.
لا بد من معرفة وفهم اسرائيل قبل ان نتخذ قرارات بشأن المفاوضات على المسار الفلسطيني
الدكتور عبد الله الصوالحة في حوارنا معه في عمان يؤكد ان فكرة اقامة مركز الدراسات الاسرائيلية في العاصمة الاردنية انطلقت من حيث ان هناك نقصأ في الاردن وفي العالم العربي في المراكز البحثية المتعلقة بالجانب الاسرائيلي. في اسرائيل هناك الكثير من مراكز الابحاث المختصة بشأن العربي بشكل عام والاردني بشكل خاص ولكن ينقص في العالم العربي هذه المراكز التي تتناول الشأن الاسرائيلي الداخلي. لدينا نقص كبير ومعولمات مغلوطة عن الجانب الاسرائيلي, وحتى تستطيع ان تتفاوض مع الجانب الاسرائيلي حول عملية السلام وحول العلاقات بين البلدين لا بد ان يكون لديك كم من المعلومات وكم من المعرفة حول الطرف الاسرائيلي. "اقول واكرر دائما لاي شخص كان في العالم العربي سواء كان يعتبر اسرائيل دولة عدو او يعتبرها دولة صديقة : لا بد من معرفة وفهم ما يجري داخل اسرائيل حتى ان نستطيع ان نتخذ قرارات فيما يتعلق بمفاوضات السلام, واولأ واخيرأ اسرائيل موجودة في هذه المنطقة وبالنسبة لنا في الاردن, ندرك ان منذ توقيع معاهدة السلام بين الدولتين, الجانب الاسرائيلي هو المستفيد فقط من المعاهدة بينما الجانب الاردني لا يستفيد منها بسبب الاصوات الكثيرة المعارضة في الاردن لاقامة اي نوع من التعاون بين البلدين. ولكن لدينا مصالح مشتركة وتهديدات مشتركة ولدينا مشاكل بيئية ومائية واقتصادية مشتركة لا بد من العمل معأ لحلها. وبالتالي فان فكرة انشاء هذا لمركز جاءت من اجل ان نعرف هنا في الاردن ماذا يجري في اسرائيل. لدى المركز موقع الكتروني نزوده بكل المعلومات حول اسرائيل وبالتالي يمكن للمواطن العادي ان يسفيد منه. المركز يقوم ايضأ باعداد دراسات وتوصيات من اجل الحكومة الاردنية حول قضايا المنطقة وتلك المتعلقة بالاردن."
لست مع من يدعو الى وقف كل المسارات مع اسرائيل حتى يصل الفلسطينيون الى الحل والى دولتهم المستقلة:
الدكتور عبد الله الصوالحة يقول ان هناك مصالح مشتركة بين الاردن واسرائيل ولكن العقبة الرئيسية امام تحسين العلاقة بين الاردن بشكل خاص والعالم العربي بشكل عام مع اسرائيل هي القضية الفلسطينية, وما دامت الدولة الفلسطينية لم تقم وما دامت اسرائيل تحتل اراض فلسيطينية سيبقى هذا المسار معلقأ بين العالم العربي واسرائيل. "ولكن نحن في المركز نعمل على توضيح هذه المسألة للمواطن الاردني بان القضية الفلسطينية استراتيجية ومهمة وهي القضية الاولى بالنسبة للاردن ولكن هناك ايضأ مخاطر وتهديدات اقليمية ومصالح اقتصادية لا بد من السير فيها من اجل تحقيق المصلحة الاردنية اولأ في هذا المجال. وانا لست مع من يقول انه يجب وقف كل المسارات حتى يصل الاخوة الفلسطينيون الى الحل والى اقامة دولتهم. نحن نقول: نعم نحن مع اقامة دولة فلسطينية ومع عودة اللاجئين ومع وقف المستوطنات ولكننا نؤكد انه يمكن العمل بالتوازي في مشاريع اخرى سواء كانت مائية او بيئية او اقتصادية بين الجانبين وبالتالي هذا المركز قد لا يستطيع جسر الفجوات بين الجانبين الاردني والاسرائيلي التي استمرت لعشرات السنين ولكنه قد يكون الخطوة الاولى في هذا الاتجاه. "
المركز في عمان والاعلام الاسرائيلي
مركز الدراسات الاسرائيلية في عمان يعتمد في عمله على مصدرين رئيسيين : الاعلام الاسرائيلي من جهة ومراكز الدراسات والابحاث الاسرائيلية من جهة اخرى. الدكتور عبد الله الصوالحة عن الاعلام الاسرائيلي: "لا شك في ان هناك في اسرائيل صحافيين مهنيين وموضوعيين وهناك في الوقت ذاته صحافيون ينتمون الى جهات يمينية لا يضعون الحقيقة كما هي , ولكن بشكل عام الاعلام الاسرائيلي يتمتع بحرية عالية ولديه مهنية ولكن ليس لدى جميع الاعلاميين. فيما يتعلق بمراكز الابحاث الاسرائيلية يوجد في اسرائيل نخبة من الباحثين المهنيين والمختصين في الملفات الشرق اوسطية. لديهم قدرة عالية على التحليل, ولدينا في المركز ايضأ امكانياتنا الخاصة في ان ندقق بين السطور في هذه التحليلات وان نميز بين هذه التحليلات وان نعرف ما الذي يخدم المصلحة الوطنية وما الذي يخدم المصلحة العربية وما الذي يخدم المصلحة الاسرايلية وبالتالي التفريق بينها.