بدد الإعلان المصري الأخير، بفتح معبر رفح لثلاثة أيام متواصلة، اعتباراً من السابع من أيلول المقبل، لتمكين أكثر من 2000 حاج فلسطيني من مغادرة قطاع غزة، والتوجه إلى الديار الحجازية لأداء فريضة الحج، آمال أكثر من 20 ألف عالق في القطاع، بفتح قريب للمعبر قد يسهم في تمكينهم من المغادرة.
خيبة أمل .
فالعالقون كانوا ينتظرون بفارغ الصبر إعلان مصري قريب بفتح المعبر أمام الحالات الإنسانية والمرضى، لكنه فوجئوا بالإعلان الخاص بالحجاج، والذي توقع البعض في أعقابه، أن الفترة التي ستسبق سفر الحجاج، قد لا تشهد أي فتح للمعبر مطلقاً.
وقال المواطن نبيل سلايمة لـ"الحدث"، وزوجته مريضة، وتنتظر فتح المعبر لتتمكن من السفر للعلاج في مصر، إن العائلة تعيش فترة عصيبة، والكل ينتظر بفارغ الصبر إعلان مصري بفتح المعبر، فالوقت ليس في صالح زوجته، خاصة وأن حالتها تسوء يوماً بعد يوم .
وأشار إلى أن بعض التلميحات والتسريبات كانت تشير إلى أن المعبر قد يفتح في النصف الثاني منن الشهر الجاري لعدة أيام، وقد علقوا آمال كبيرة على ذلك، إلى أن جاء الإعلان الخاص بالحجاج، وكان بمثابة ضربة قاضية، قضت على آمال العالقين والمرضى، وكأن مصر تقول من خلاله، أن المعبر لن يفح إلا في هذه الفترة للحجاج فقط.
دعوة عاجلة
وكان الناطق باسم وزارة الداخلية بغزة إياد البزم، دعا السلطات المصرية لتقدير الظروف الإنسانية الصعبة في غزة، وفتح معبر رفح بشكل عاجل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
بينما قال مسئول رفيع في معبر رفح البري، إن استمرار إغلاق معبر رفح يهدد حياة مئات مرضى السرطان والقلب والكلى، من هم بحاجة لعمليات جراحية وعلاجات عاجلة، ويضع مستقبل عدد كبير من الطلاب وحملة الإقامات في الخارج على المحك.
وأوضح خالد الشاعر مدير عام معبر رفح البري لـ"الحدث" إلى أن المعبر فتح 15 يوم فقط منذ بداية العام الجاري، والأزمة تتفاقم، وثمة أعداد كبيرة من العالقين تضررت جراء استمرار إغلاقه.
عواقب وخيمة
بينما قال الطالب عادل أبو رزق، إن استمرار إغلاق المعبر عرضه لأضرار جسيمة، فقد ضاع عليه فصل دراسي كامل، وإذا لم يتمكن من العودة إلى جامعته في إحدى الدول الآسيوية في غضون شهر على الأكثر، قد يضيع عليه فصل ثاني، وهذا سيضع مستقبله عل المحك، وربما يتم فصله من الجامعة.
ولفت إلى أنه أنهى ثلاث سنوات ونصف من دراسة الطب، وجاء في زيارة كان مفترض أن تكون قصيرة للقطاع، لرؤية والدته المريضة، لكنه علق في غزة، وقد فعل كل شيء يستطيعه، في محاولة لمغادرة السجن الكبير، لكن دون جدوى.
أما المواطن علاء جواد، فأكد لـ"الحدث" أن إغلاق المعبر يحول بينه وبين العودة إلى محل عمله في إحدى دول الخليج، وهذا بات يهدد مستقبله، خاصة وأن إقامته على وشك الانتهاء.
وأكد أن آخر إعلان مصري يخص الحجاج، كان بمثابة رصاصة الرحمة للآمال المعقودة على فتح المعبر قريبً.
ونوه جواد إلى أنه سيبدأ رحلة بحث عن طريقة لمغادرة القطاع، وربما يكون ذلك من خلال معبر بيت حانون "إبريز"، بعد أن أوصد في وجهه معبر رفح، متمنيا أن ينجح في ذلك في أسرع وقت ممكن، خاصة أن الأمل في سفره من خلال معبر رفح بات ضعيف جداً.
ومعبر رفح مغلق منذ نهاية يونيو "حزيران الماضي"، وتتذرع السلطات المصرية بتوتر الأوضاع في شبه جزيرة سيناء، ما يحول دون إعادة فتحه.