الحدث-البيرة
يفتتح غاليري زاوية غدا، معرضا فنيا شخصيا لأحد عمالقة الفن التشكيلي الفلسطيني الدكتور شفيق رضوان تحت عنوان "مرام 3"، وهو معرضه الأول في الضفة الغربية والذي يعتبره امتدادا لتجربته الفنية في معرضيه الشخصيين السابقين في الوطن: " مرام 1 " و " مرام 2 ", في أبحاث الخط واللون وقضايا الشكل والمضمون وامتدادا لتجربته الفنية العامة التي تجاوزت الخمسة عقود.
يحمل اسم معرض "مرام 3" , كما أوضح الفنان، اسم ابنته الصغرى " مرام" ، التي تعيش في الخارج، والطالبة الجامعية الان، والتي حالت الأقدار والأوضاع السياسية في الوطن العربي المعيقة لتنقل الفلسطينيين دون ان يراها لأكثر من بضعة أشهر من عمرها الذي يتجاوز الآن الثانية والعشرين عاما. وهو تقليد دأب رضوان على ترسيخه في معارضه الشخصية الاخيرة، كنوع من التعويض لها على ما افتقدته من حب ورعاية، لنرى شيئا من مرام في العديد من الوجوه التي تخطها ريشة الفنان، وشيئا من الأمل والثقة بالذات، الذي يطغى على معظم الوجوه في سطوح اعماله.
يضم المعرض 40 عملا فنيا تحتل سطوحها شخوص عديدة بمختلف أوضاعها وحالاتها النفسية. يركز فيها الفنان على البناء الفني وعلاقات الخط واللون والظل والنور، لتحقيق علاقات جمالية متميزة دون ان يقصد سردا مسبقا لأي موضوع؛ كما لو أنه يعزف بأدواته لحنا سماعيا، دون نوتة موسيقيةـ - بمعنى مخططات مسبقة- ولتفرض الشخوص الظاهرة في أعماله الفنية ذاتها في قراءاته المتتالية لنتائج بحثه الجمالي المجرد، محملة دون سرد بهواجس فكرية وحالات نفسية وقيم اجتماعية.
من وجهة نظر الدكتور رضوان, العمل الفني المعاصر يبقى مفتوحا والاكتمال فيه أمر نسبي، يحتمل دائما الإضافة والحذف والتعديل، تتعدد قراءاته وتختلف، لذلك نرى ـ أحيانا ـ في أعماله أكثر من تاريخ توقيع يظهر على اللوحة، فيما يشير إلى تعديلات أساسية أو جذرية على العمل الذي ابتدأه وكاد أن ينهيه سابقا. يشير الفنان بوضوح الى انه - في الأغلب - عندما كان يواجه مساحة اللوحة الفارغة في أعماله الراهنة لم تكن تشغله فكرة سياسية أو اجتماعية محددة، ولم يكن يفتعل موضوع اللوحة وانما كان يواجه حالة الإبداع والتأليف الجمالي البصري في تعبير ذهني مفتوح، يتطور فيه موضوع اللوحة بتطور بنيتها الفنية.
ومن جانبها، ترى الناقدة الفنية الإيطالية فيديريكا بويتي، ان الألوان المفعمة بالحياة والتقنيات الفنية المبتكرة هي ما تميز اعمال الفنان، مضيفة ان ضربة ريشة واحدة من رضوان كفيلة بخلق وإحياء عالم كامل، وان رغبة الفنان في أن يكون بقرب من يحب دفعته الى رسم وجوههم في لوحاته الفنية ليستطيع تخطي الحدود ومقابلتهم عبر اسطح لوحاته.
من جهته قال مدير غاليري زاوية زياد عناني، إن المعرض يضم أعمالا فنية متميزة لرضوان تعود لبداية الألفية الثانية، معربا عن سعادته بإقامة معرض شخصي لفنان قدير يعد من رواد الحركة التشكيلية الفلسطينية والمعروف على مستوى عالمي، مشيرا الى ان أعمال رضوان تخطت المستوى المحلي لتقتنيها متاحف عربية ودولية مهمة مثل متحف بغداد للفن الحديث في العراق ومتحف الشرق في موسكو.
وتجدر الإشارة الى انه جرت محاولات عديدة لإحضار الفنان شفيق رضوان من غزة ليفتتح معرضه الشخصي بنفسه في رام الله، الا ان سلطات الاحتلال لم تسمح له بالخروج. ليفتتح معرض "مرام 3 " غدا في تمام الساعة السابعة مساء ويستمر لغاية الأول من ايلول القادم.