الإثنين  25 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

أحرقوا وصادروا.. الأرض لنا/ بقلم: سامي سرحان

2015-08-11 03:20:33 PM
أحرقوا وصادروا.. الأرض لنا/ بقلم: سامي سرحان
صورة ارشيفية

إحراق عائلة الدوابشة في دوما-نابلس هذا الأسبوع في منزلهم وهم نيام على أيدي مستوطنين قتلة تشربوا الحقد والتمييز العنصري ضد غيرهم "الأغيار" من فكر صهيوني عنصري ترعاه حكوماتهم المتعاقبة ومفكروهم وعلماؤهم وكتبهم الصفراء.

الطفل الرضيع علي دوابشة توفي حرقا على الفور، والوالد سعد دوابشة توفي بعد ابنه بثلاثة أيام نتيجة حروقه الغائرة، والوالدة ما تزال في غيبوبة الموت حتى الآن وحياتها أو موتها بيد الله، والولد الثاني لسعد دوابشة أفاق من غيبوبة ونتمنى له الشفاء والبقاء.

إحراق عائلة الدوابشة والطفل الرضيع هز أركان الدنيا رغم ما في هذه الدنيا من أهوال ومصائب وقتلى وحرائق.

وأعاد إلى أذهان العالم إحراق الفتى محمد أبو خضير قبل عام على أيدي مستوطنين بلهاء شربوا في قلوبهم الحقد والكراهية.

تحرك ضمير بنيامين نتنياهو زعيم إسرائيل وقائد حكومة المستوطنين فذهب إلى البيت المحروق ليواسي ما تبقى من أهله أو ليتأكد من فداحة الجريمة التي هزت ضمير العالم.

وهو ولا شك يتحمل وحكومته تبعات هذه الجريمة أخلاقيا وسياسيا أمام الشعب الفلسطيني والعالم.

لم تتوقف عمليات إحراق البشر والشجر والحجر وكل ما هو فلسطيني على أيدي الصهاينة منذ أن حل أول مستوطن يهودي على هذه الأرض التي بارك الله فيها وما حولها. فالقتل ومصادرة الأرض واقتلاع الأشجار وإحراق المزروعات وهدم البيوت وإخلاؤها وقصف الطائرات الإسرائيلية والبوارج الحربية والدبابات لم يتوقف يوما ضد شعب فلسطين والهدف واضح ومحدد هو "الأرض" فالمشروع الصهيوني منذ القرن التاسع عشر وربما قبل ذلك يقوم على إحلال اليهود مكان الفلسطينيين على أرض فلسطين التاريخية وإقامة دولتهم القومية العنصرية. وكل ما يجري من حرق وهدم وقتل للفلسطينيين هو لخدمة هذا الهدف القذر العنصري "فالصهيونية موقف فكري عنصري يقوم على التسليم بتمايز اليهود عن غيرهم وعداء هؤلاء الأغيار لهم، وإن حل هذه المشكلة لا يتأتى إلا بتمسك اليهود بيهوديتهم وتأكيد تمايزهم" وهذا الفكر هو ما منع اليهود من الاندماج في مجتمعاتهم الأصلية وهو ما يمنعهم اليوم من التعايش مع الفلسطينيين أصحاب الأرض والتوصل معهم إلى تسوية لصراع لا تبشر ممارسات الإسرائيليين العنصريين والمستوطنين الحاقدين والبلهاء بنهاية قريبة له.

لا مجال للشك أن جوهر الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ليس إحراق الطفل علي دوابشة أو الفتى محمد أبو خضير أو إحراق المسجد الأقصى أو قتل المصلين في مساجدهم إنما جوهر الصراع يتمثل في الأرض الفلسطينية التي احتلها الغزاة الصهاينة العنصريون الوافدون إلى فلسطين فرادى وجماعات وأسسوا فوق أرضها كيانهم الواهن كبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون.

وستظل مقاومة شعب فلسطين وصموده الحائط المنيع أمام التطرف اليهودي الديني العنصري. ولن يكون النصر الحاسم في هذا الصراع إلا لأصحاب الأرض والحق الذين تواصل عيشهم وارتباطهم بها آلاف السنين قبل اليهود واليهودية وبعد الصهاينة والصهيونية العلمانية والتطرف الديني المشعوذ الذي يمثل اليوم بإحراق الطفل الرضيع علي سعد دوابشة ووالده وأفراد عائلته.

فليهنأ علي دوابشة ووالده سعد وأفراد العائلة وليهنأ الفتى محمد أبو خصير في قبورهم واختلاط رفاتهم بتراب وطنهم، فالأرض لنا والمسجد لنا والقدس لنا والبحر لنا والنهر لنا. فلم لا ترضون بحل الدولتين وتنهوا صراعا ممتدا منذ أجيال وإلى أجيال يا أيها المستوطنون المنفلتون من عقلكم تحت سمع وبصر نتنياهو وحكومته وجيش الاحتلال البغيض.