الإثنين  25 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

المناظرة الحدث / بقلم: نادر الغول

2015-08-11 10:05:50 PM
 المناظرة الحدث / بقلم: نادر الغول
صورة ارشيفية
 
أربعة وعشرون مليون مشاهد تابعوا المناظرة الجمهورية الأولى لمرشحي الحزب الجمهوري ليلة أمس، مناظرة سجلت رقماً قياسياً في عدد مشاهدي التلفزيون وهو الأعلى في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية حسب الإحصاءات. هذا الرقم يدلل على أهمية الانتخابات القادمة بالنسبة للناخب الأمريكي، وهو بالتالي يعطي المرشح الجمهوري القادم زخماً انتخابياً، لو قارنّا الرقم أعلاه بأعلى عدد مشاهدين لأي مناظرة سابقة لوجدنا الفارق كبيراً جداً، آخر مناظرة لمرشحي الحزب الجمهوري في الانتخابات السابقة حصلت على ٣ ملايين مشاهد فقط!
من الصعب الدخول في كل تفصيلة تناولتها المناظرة ولكن يمكن إيجازها في نقاط سريعة، للتعرف على نوعية المرشحين، وهي:
١- مشاركة عشرة مرشحين يعتبرون الأوفر حظاً في نيل ثقة الناخب الجمهوري، وهنا يجب الإشارة إلى أنه كان هناك مناظرة أخرى للمرشحين الأقل حظاً شارك فيها ٧ من المرشحين بينهم الرئيسة التنفيذية السابقة لشركة هولييت باكارد المشهورة ب اتش بي.
٢- طغت الأمور الداخلية على مجمل المناظرة حيث تناولت الضمان الاجتماعي، التأمين الصحي، القوة العسكرية ومواجهة التطرف الإسلامي داخل المجتمع الأمريكي، وهنا كان التركيز على الجالية المسلمة في الولايات المتحدة الأمريكية. طبعاً بالإضافة إلي محورين رئيسين في السياسة الخارجية للرئيس المقبل وهي تهديد داعش والاتفاق النووي الإيراني.
 ٣ - كان الهجوم الرئيسي من قبل المرشحين على ولايتي الرئيس الأمريكي باراك أوباما وعدم كفاءته في إدارة البلاد وعدم تدخله المباشر في أي من ملفات السياسة الخارجية المهمة للولايات المتحدة واكتفائه بسياسة النأي عن النفس وإدارة الأمور من الخلف حسب وصفهم، بالإضافة إلى ليونه تجاه الملف النووي الإيراني وإنه، أي أوباما، قدم الكثير لإيران ولكنه في المقابل لم يحصل على أي شي مقابل الاتفاق النووي.
 ٤- لم تسلم روسيا والصين من هجوم المرشحين حيث صرح حاكم ولاية ويسكونسن سكوت والكر إلى أن الصين وروسيا تعرف عن المراسلات الإلكترونية لهيلاري كلينتون التي لم تفصح عنها أكثر من أعضاء الكونغرس أنفسهم! في إشارة إلى الهجمات الإلكترونية الأخيرة على الحكومة الفيدرالية وآخرها الهجوم على ملفات هيئة رئاسة الأركان الأمريكية.
٥- بخصوص إسرائيل أكد الجميع أن إسرائيل هي الحليف الاستراتيجي للولايات المتحدة، وإن كان السيناتور راند بول ذهب إلى أنه كرئيس محتمل لن يقوم بالاستدانة من الصين لدعم إسرائيل أو أي دولة ثانية، في إشارة إلى الدين الأمريكي الذي بلغ حسب وصفه ١٩ تريليون دولار، والصين هي الدائن الأكبر للولايات الأمريكية لأنها تملك أكبر احتياطي من الدولار الأمريكي.
٦- في الإشارة إلى داعش كان المحافظ السابق لولاية أركنساس ومقدم البرامج على قناة فوكس نيوز مايك هاكابي، أكثرهم تطرفاً حيث اتهم الإدارة الأمريكية بأنها ساهمت في نشر داعش من خلال الانسحاب من العراق وتخفيض القوة العسكرية بحدود ١٢٪. تيد كروز عضو الكونغرس تطرق إلى تصريحات رئيس الأركان في وقت سابق، إلا إنه لا يمكن هزم داعش إلا إذا رفضتها الحاضنة الاجتماعية، معتبراً أن هذا الاستنتاج خاطئ وأننا بحاجة إلى شخص مثل الرئيس المصري السيسي قادر على انتقاد الإرهاب والتطرف  الإسلامي.
ملاحظات شخصية حول المناظرة:
أكثر المرشحين لفتاً للأنظار هو رجل الأعمال دونالد ترامب، سواء بشكل إيجابي إو سلبي، فهو الوحيد الذي لم يكن يجيب إجابات مدروسة إو صحيحة سياسياً، لكنه كان يجيب حسب قناعاته الشخصية سواء أعجبت الجمهور أو لم تعجبه، فهو حسب ما بدى واضحاً لم يكن معنياً بصرخات جمهور القاعة الاستهجانية ضد بعض الأجوبة وخاصة إهانته للمرأة.
حاكم ولاية فلوريدا جيب بوش ابن الرئيس وأخ الرئيس السابق جورج بوش الأوفر حظاً بالرغم من تفوق دونالد ترامب في استطلاعات الرأي حالياً، جيب، بوش كان أكثرهم حيادية أن جاز التعبير من حيث الإجابات  ولكن إشكالية وصول جيب بوش وحصوله على ثقة الناخب الجمهوري في الانتخابات القادمة هو بقاء منصب الرئاسة في إطار عائلي وخاصة مع حظوظ هيلاري كلينتون القوية لتمثيل الحزب الديمقراطي.
كريس كريستي حاكم ولاية نيوجيرسي هو الآخر من المرشحين الأوفر حظاً وكان أكثرهم تطرقاً لأحداث الحادي عشر من ديسمبر ومحاولته جذب الناخب الجمهوري من هذا الباب.
حاكم ولاية أوهايو جون كيش كان لبقاً طول المناظرة واجابته دائماً مدروسة وخاصة عندما تطرق لموضوع المثليين وزواجهم الذي شرع مؤخراً في الولايات المتحدة ورفض أغلب الجمهوريين لموضوع المثلية، ويمكنني القول إنه في حال حصوله على ثقة الجمهوريين لتمثيله في الانتخابات القادمة سيحصل على أصوات الكثير من المثليين، حيث قال إنهم مواطنون أمريكيون والمحكمة العليا الأمريكية شرعت زواجهم بالتالي يجب احترام خصوصيتهم مع تأكيده على رابطة الأسرة التقليدية.
حاكم ولاية ويسكونسن سكوت والكر (أول مرة أستمع للرجل) كان رصيناً وإجابته مدروسة بدقة وكان تركيزه الأساسي هو الهجوم على هيلاري كلينتون وعلى سياساتها الخارجية.
مارك روبيو عضو الكونغرس عن ولاية فلوريدا من أصول كوبية، تذكروا هذا الاسم جيداً، بالرغم من صغر سنه إلا أنه سيكون له مستقبل ودور مهم في الولايات المتحدة الأمريكية، فهو سياسي محنك وهو يمثل الأقلية الأكبر في الولايات المتحدة، ويستطيع أن يؤثر على صوت الناخب اللاتيني في ظل تصاعد الهجوم من قبل مرشحين جمهوريين وخاصة تصريحات دونالد ترامب بخصوصهم حيث اتهم الحكومة المكسيكية بإرسال المجرمين والقتلى إلى الولايات المتحدة. لا أعتقد أنه سيفوز هذه المرة بأصوات الجمهوريين لتمثيلهم في سباق الرئاسة، ولكن برأيي أن من سيحصل على ثقتهم يجب أن يفكر جدياً في اختيار روبيو ليكون نائباً له، ولا أستبعد ذلك خاصة إذا كان المرشح هو جيب بوش المتزوج من مكسيكية ويتحدث الإسبانية بطلاقة وعمل مع روبيو سابقاً خلال حكمه لولاية فلوريدا.
مايك هاكابي حاكم ولاية أركنساس السابق كان من أكثر المرشحين هجوماً على الحكومة الفيدرالية وتدخلها في تفاصيل كثيرة للولايات، وهو يعتقد أن الحكومة الفيدرالية واحدة من أهم الأسباب التي تعيق تقدم الولايات،  من خلال تدخلها في أمور من اختصاص الولاية نفسها.
راند بول مثل والده من الأصوات التي اعتبرها نشازاً بالنسبة للحزب الجمهوري، ولكنها من وجهة نظر فلسطينية صوت صحيح وسليم فيما يخص إسرائيل، حيث طالب بمحاربة الحكومة الفيدرالية عندما يصل الأمر إلى حرية التعبير في إشارة إلى حادثة تدخل أجهزة الأمن في كنسية رفضت قانون زواج المثليين.
طبيب الأعصاب بن كارسون من الشخصيات الطبية المهمة في أمريكا ولكنه لن يتخطى المرحلة الأولى من الانتخابات التميدية.