الغابة البيضاء / لـ خليل ناصيف

2015-08-11 10:19:56 PM

صورة ارشيفية

(1)

مجنونة

أتركهم
يأكلونَ الفراولة المهروسة
ويلعقون الاحمر الدّبق

وأتبعُ المرأة بالفستان القصير

التي رقصت في صحون الفاكهة
ثم جفّفت قدميها
ورمَت منديلها
ليتشمّموه كالارانب البرية

مجنونة
مثل شجرة توت توهجت ثمارها دفعة واحدة
مثل عجين يفور
.
.
مجنونة
مثل طولك الشهي المتمرّد على الارض
(يمسك) روحك
التي تلامس النجوم ...

(2)

غابة بيضاء

المكان أبيض

الدخان أبيض
يدكِ بيضاء
.
وهذا الثعلب الاسود
جاء يخدش حيادية الضوء
يكسر تماثيل الجليد
.
.
لو قتلتُ الثعلب أين أخبئ جثته ؟
لو خبأتُ جثته كيف أمسح دمه عن وجه البحيرة ؟..
.
.
كنا ثلاثة :
أنت
أنا
والكائن الوقح ذو الفراء
ثم أكلتُ الثعلب الذي ايقظ خوفك
سرى الوحش في دمي
فأكلتُك ..
.
.
كنا ثلاثة
صرنا وحشا وحيدا

في غابة بيضاء

(3)

هاربٌ
من المعدن الذي تُطلقينه خلفي كل ليلة ..
.
.
لا أُطارد جوادَكِ
لا أشم عطركِ على سلسلة الجرس ..
.
.
أغسل يديَّ بعرق ليلة حمراء
وأتهيأ
لقتل أحصنة النحاس !..

(4)

لا أتأمل ساقيك
اتأمل حذاءك الملقى تحت الكرسي

أحبك
حافية
او راقصة بحذاء الاسطورة
انيقة
او متشردة مثل راكون هارب من الغابة ..

(5)

وتغسلينَ جسدَ الغولِ بزجاجةِ الماءِ الأخيرة

وتموتينَ عطشًا

وتموتينَ عبثًا

لا ماؤكِ الثمين أزال عن جلد الغول رائحة الضحايا

ولا روحكِ العطشى أيقظت فيه شهامةُ حمّلتهُ النّهر إليكِ …

لستُ حبيبكِ

لستُ ابنكِ

لستُ جاركِ