الحدث-جوليانا زنايد
أكد ناشط حقوق الإنسان، العضو المؤسس في حركة مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها (BDS)، عمر البرغوثي، أن الإتحاد الأوروبي لا يسير باتجاه "مقاطعة" إسرائيل، بل يكرس تواطئه مع نظامها الاستعماري والعنصري كل يوم.
وقال البرغوثي لـ"الحدث" أن الاتحاد الأوروبي ما زال يغطي على جرائم إسرائيل ضد شعبنا من خلال احتضانه لها بعلاقة شراكة قوية، عسكرياً وأكاديمياً واقتصادياً وثقافياً.
وأضاف أن ما يجري في أوروبا هو تحرك بطيء للمؤسسات الحاكمة فيها والاتحاد كتحالف في اتجاه "التمييز" بين إسرائيل والأراضي المحتلة عام 1967، دون التوقف عن تعميق الشراكة مع إسرائيل كدولة ومؤسسات، لكن مع تقليص العلاقة مع البنوك والمؤسسات والشركات الإسرائيلية التي تعمل بشكل غير مشروع في الأراضي الفلسطينية والسورية المحتلة عام 1967، كما يدعي الإتحاد، مبينا أن هذا الأمر غير منطقي.
واعتبر البرغوثي أن السبب الأساسي وراء التحرك الأوروبي هو الضغط الشعبي في معظم البلدان الأوروبية، في الوقت الذي تتهاوى سمعة إسرائيل وتزداد حملات مقاطعتها إنتشارا كل عام، حيث قامت بعض صناديق الاستثمار الكبيرة في هولندا ولوكسمبورغ بحسب جميع استثمارتها في البنوك الإسرائيلية المتورطة في الاحتلال.
وإن أهم ما استجد مؤخراً، بحسب رأيه هي التوصيات التي رفعها "المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية"، التي تطالب بوقف التعاملات المالية الأوروبية مع جميع البنوك الإسرائيلية لتورطها في المستعمرات والاحتلال، إضافة لوجود تقرير هام حول تواطؤ البنوك الإسرائيلية في الاحتلال صادر عن مجموعة "من يتربح من الاحتلال (whoprofits?)".
وأشار البرغوثي إلى أن بعض الخبراء الفلسطينيين يعملون بشكل تقني على هذا الملف منذ سنوات عدة للضغط على الاتحاد الأوروبي لينسجم مع سياساته على أرض الواقع بوقف التعامل مع الكيانات الإسرائيلية في الأرض المحتلة.
وقال إن المقاطعة تتبع مبدأ "الحساسية للسياق"، أي أن نشطاء المقاطعة في كل موقع هم الأكثر قدرة على تحديد الشركات أو المسؤسسات التي يستهدفونها بحملاتهم.
وأضاف أنه رغم السعي المستمر للمقاطعة الشاملة لإسرائيل، فإن أغلبية حلفائنا في الغرب يستهدفون الشركات المتورطة في انتهاكات إسرائيل للقانون الدولي في الأراضي المحتلة عام 1967 فقط، دون نفي أن بعضهم بدأ يتجاوز ذلك ويتبنى المقاطعة الشاملة لإسرائيل ومؤسساتها المتواطئة.
ونفى البرغوثي احتمالية صدور أي قرار في المستقبل القريب عن الاتحاد الأوروبي أو عن أي دولة أوروبية بـ"مقاطعة إسرائيل"، فهذا غير وارد سياسياً، بسبب توازن القوى الحالي وانهيار الموقف الرسمي العربي (وجزء منه الفلسطيني).
ويرى البرغوثي أن إسرائيل تشعر اليوم بالتهديد "الاستراتيجي" من حركة المقاطعة BDS كركيزة رئيسية من ركائز النضال الشعبي والمدني، وكأهم شكل للتضامن العالمي مع نضالنا التحرري، رغم أنها في ذروة قوتها الاقتصادية والعسكرية، بالذات النووية، ورغم فرض هيمنتها على دوائر صنع القرار الأمريكي فيما يتعلق بالمنطقة العربية وجوارها ككل، ورغم الضعف الرسمي العربي والفلسطيني.
وقال إن عزل إسرائيل، ولو تدريجياً وجزئياً، سيؤثر سلباً على اقتصادها بشكل غير مسبوق، ما يضعف النظام الإسرائيلي الاحتلالي والاستعماري والعنصري.
ويتابع أن ثقافة المقاومة، ومنها المقاطعة، هي البديل لثقافة أوسلو التي تقوم على تيئيس وإحباط شعبنا واستجداء إسرائيل، كما يجري منذ أكثر من عقدين، وشكلت مسيرة أوسلو أهم غطاء لتكريس الاستعمار الاستيطاني على أرضنا والتطهير العرقي المتدرج لشعبنا، حسب تعبيره.
وتزايدت مؤخرا التوقعات والتحذيرات الإسرائيلية من تنامي حركة مقاطعة إسرائيل BDS في العالم إثر استمرار الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية وحرمان الشعب الفلسطيني من حقوقه.
كما أن استطلاعات الرأي العام العالمي السنوية التي تجريها BBC (GlobeScan) أظهرت في السنوات القليلة الماضية أن إسرائيل باتت تنافس كوريا الشمالية على موقع ثالث أو رابع أسوأ الدول تأثيراً في العالم.