الحدث - القاهرة
بعد مراحل من ترويضها، على أن تكون أكثر ألفة، وهدوءًا، ترقص الخيول في صعيد مصر (جنوب) بحركات ثابتة، على أنغام المزمار والطبل البلدي، منصاعة لأوامر مروضيها، وحركة تلو الأخرى بالكلمة أو الإشارة، يقوم الحصان بالرقص والدوران.
ويعتبر رقص الخيول، فلكوراً شعبياً في صعيد مصر، تحافظ عليه الأجيال، وتقيم له حلقات في مناسبات عدة، كالأفراح، والاحتفال بالمولد النبوي، حيث تُنظم الحلبة فى مكان واسع، وعلى أنغام المزمار والطبل البلدى.
وتدريب الخيول على أداء هذه الحركات، يسبقه، بحسب مدربين، مرحلة ترويض تجعل من الحصان أليفاً جداً، لتدريبه فيما بعد على تعلم الطاعة لكى يتفاهم مع فارسه بسهولة، ويؤدي كل ما يُطلب منه بمرونة.
والتفاهم بين الخيل والفارس يتمثل في الاستعانة بالأرجل فى الضغط على الحصان فى أماكن مُدرب عليها لتغيير خطواته، وكذلك طريقة شد اللجام، سواء بالإرخاء أو الشد، وكذلك جلوس الفارس على الحصان، وتغيير مركز ثقل جسمه عليه.
وهناك من يروض الخيول لأغراض أخرى، كالسباق، حيث يتم تدريبها على الجري، والسرعة، والتحمل، والصبر، ومنها ما يتم استخدامها لأغراض قتالية.
وقال مدحت رمضان، أحد مدربي الخيل على فن الرقص إن "تدريب وتعليم الخيول وترويضها، عملية تتم بدون موسيقى وعلى مراحل متعددة".
وتبدأ المرحلة الأولى من التدريب، بحسب رمضان، بالركوب العادي للفارس، أما الثانية فتتمثل في تعليم الحصان على أداء رقصات مختلفة، منها "المربع" التي يحرك الخيل من خلالها القدم اليمنى الأمامية مع القدم اليسرى الخلفية مع التبادل بالعكس.
و "يحتاج الحصان الذي يتمتع بإمكانيات كبيرة لفترة تتراوح ما بين 5 إلى 6 أشهر حتى يجيد رقصة المربع بشكل جيد، أما الأقل إمكانيات فيحتاج إلى وقت أكثر"، وفق المدرب.
وتتمثل المراحل الأخرى في أداء الحصان حركات متنوعة، منها السلام على الحاضرين، والاستلقاء على الأرض بوضعيات مختلفة.
ويقول حسام الدين محسب، أستاذ الرقص الشعبى فى المعهد العالى للفنون الشعبية، بمصر، في دراسة له بعنوان "التحطيب فى الصعيد و تعليمه" نشر أجزاء منها على شبكة الإنترنت، إن رقص الخيل يأتي بالمرتبة الأولى فى مجال أدب الخيول، إذ أنه يحتاج إلى خيل عربية أصيلة لديها استعداد لأداء الرقصات على أنغام المزمار البلدي.
وللرقص، بحسب محسب، أشكاله المختلفة، يحددها ميول الحصان، وتكوينه، واستعداده، وتقبله للمران على نوع معين من التشكيلات المتعددة الإيقاعات.
وإلى جانب رقصة المربع، التي تحدث عنها المدرب رمضان، هناك رقصات التعقيلة، والأجواز، والشارلستون، بحسب محسب.
والتعقيلة يعتبرها محسب من أصعب الحركات، حيث يثنى الحصان الساق اليمنى الأمامية إلى صدره، ويقفز فى مكانه بقدميه الخلفيتين عدداً من المرات بسرعة منتظمة النبضات، أما الأرجواز ففيها يجمع بين النوعين السابقين (المربع والتعقيلة)، بحيث تقوم القدمان الأماميتان بحركة المربع، وتقوم الساقان الخلفيتان بحركة التعليقة بالقفز السريع.
أما النوع الأخير، وهو الشارلستون، فيقوم الحصان فيها بحركة التعليقة من الأمام، ثم تطويح القدمين أو الساقين الخلفيتين للجانبين بحركة منتظمة مع التبديل.
والترويض هو إحدى رياضات الفروسية التنافسية، يعرّفها الاتحاد الدولي للفروسية بأنها "تمثلأسمى تعبير عن تدريب الخيول"، حيث "يُتوقع أن يؤدي كل من الفارس والحصان سلسلة من الحركات المحددة مسبقًا والمحفوظة في الذاكرة".
المصدر : الأناضول