الحدث - محمد مصطفى
بينما السفر على معبر رفح مستمر، والعالقون ينتظرون لحظة مغادرة القطاع، ظناً منهم أن ذلك يحمل لهم الفرج المنتظر، فجع سكان قطاع غزة بحادثة لم تكن متوقعة، تمثلت في اعتراض مسلحين متشددين حافلة كانت تقل مسافرين فلسطينيين من معبر رفح إلى مطار القاهرة الدولي، وقام المسلحون باختطاف أربعة مسافرين من ركاب الحافلة.
النبأ الصادم سرعان ما انتشر بين سكان القطاع كالنار في الهشيم، وتناقل نشطاء أسماء المختطفين الأربعة على مواقع التواصل الاجتماعي، بينما خلفت الحادثة حالة من القلق والخوف غير المسبوقين في صفوف كافة الراغبين في السفر من سكان القطاع، خشية أن يتحول اختطاف المسافرين إلى ظاهرة قد تتكرر مستقبلاً.
صدمة وخوف
ويقول إبراهيم هاشم، أحد العالقين المسجلين على معبر رفح، إن دوره في المغادرة بات قريباً، وكان يشعر بسعادة كونه سيغادر قطاع غزة، وينهي احتجاز قسري استمر عدة أشهر.
وأوضح هاشم أن نبأ اختطاف المسافرين من داخل حافلة أشعره بخوف غير مسبوق، فالأمر جد خطير، وقد يلقى هؤلاء المختطفون حتفهم رميا بالرصاص أو ذبحا كما حدث مع غيرهم.
وأشار إلى أن الوضع في سيناء مقلق، واجتياز المسافرين لشبه الجزيرة المصرية قد يعرض حياتهم للخطر، موضحاً أنه بات يخشى على نفسه وأفراد عائلته، فصحيح أنه عالق في غزة ويرغب مغادرتها، لكنه لا يرغب أن يحث له أو لعائلته مكروه.
وطالب هاشم السلطات المصرية بتامين حافلات المسافرين الفلسطينيين، بتسيير حراسات معها حتى تخرج من شبه جزيرة سيناء، التي تعتبر معقلاً للجماعات المتشددة.
إعادة تفكير بالسفر
أما الإعلامية والناشطة أمل بريكة، فأكدت أنها تحلم منذ سنوات بالسفر، لرؤية العالم، والإطلاع على ثقافات، وقد بدأت بالحث عن فرصة، والخروج ضمن منحة أو دورة تدريبية، وبات ذلك اقرب من أي وقت مضى، وبدأت بناء على هذا بتجهيز جواز سفر خاص بها، لكن الحادثة الأخيرة شلت تفكيرها، وجعلتها تعيد النظر في كل الموضوع.
وتساءلت بريكة إلى هذا الحد حياة الناس رخيصة؟ مسافرون وربما مرضى ابتسمت لهم الدنيا بمغادرة قطاع غزة، فوجدوا كمائن الموت بانتظارهم!!.
وأشارت بريكة إلى أن غزة بكل ما فيها من ألم ومعاناة، لكن الناس فيها يشعرون بالأمن على حياتهم، لذلك هي لن تغامر في سفرية قد تكلفها حياتها، وستؤخر الأمر لحين تنضح صورة الأمور في سيناء، وتعيد السلطات المصرية سيطرتها على شبه الجزيرة الواسعة.
اعتداءات مقصودة
أما المواطن ياسر عبد الباسط، فأكد أن سكان القطاع تابعوا بقلق كبير ما حدث ليلة أمس، ومعظمهم شعر بالصدمة لانعكاسات ما يدور في سيناء على الفلسطينيين من سكان قطاع غزة، وزجهم في آتون الصراع الدائر هناك.
وأوضح أنه لاحظ في كل مرة تقدم مصر تسهيلات للفلسطينيين على المعبر، يهاجم متشددون القوات المصرية في شبه جزيرة سيناء، ويقتلون جنود مصريين، لدفع مصر لإغلاق المعبر، لكن هذه المرة الأمر تعدى ذلك، بمهاجمة الفلسطينيين أنفسهم واختطافهم.
وبين عبد الباسط أن الفلسطينيين من سكان قطاع غزة يكفيهم ما يعانونه، فكارثة أن تتحول أحلامهم بفتح معبر رفح إلى كابوس يهدد أمنهم وحياتهم.
يذكر أن عملية الاختطاف وفق المصادر المطلعة، حدثت في باص "الترحيلات"، المتوجه من معبر رفح إلى مطار القاهرة الدولي، حيث استوقف مسلحون الحافلة، وانزلوا منها أربعة فلسطينيين، واقتادوهم إلى جهة مجهولة، قبل أن ينسحبوا ويتركوا الحافلة تكمل مسيرها.