الحدث-محمد مصطفى - غزة
صعدت في غزة خلال السنوات والأشهر الماضية مواهب جديدة وفريدة، وكان للرسم وخاصة الفن التشكيلي نصيب الأسد منها، فبرز رسامون وفنانون تشكيليون بلوحات نابضة بالحياة، تضاهي في جودتها وجمالها ما عرض في أفخم المعارض العربية والدولية.
وكان من هؤلاء الفنانين من اختص باستخدام مواد لم تكن معهودة في الرسم، أو في تشكيل اللوحات، مثل ركام المنازل المدمرة، والفحم أو الرمال، أو غيرها من المواد.
ومن بين الفنانين برزت الرسامة الموهوبة خلود الدسوقي، كأول فنانة فلسطينية بل وعربية، لتستخدم مساحيق التجميل "ميكياج"، في الرسم والإبداع، فأنتجت لوحات جميلة ومتميزة، كانت محط إعجاب الكثيرين، ما جذب إليها عدسات المصورين وأقلام الكتاب والصحافيين.
موهبة فريدة
خلود في العقد الثالث من عمرها ، من سكان مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، وخريجة كلية الفنون الجميلة من إحدى جامعات القطاع قبل نحو عامين، وجدت في مساحيق التجميل مادة غنية يمكن الاعتماد عليها في الرسم، فكانت من أوائل من غيروا مسارها، لتنقل من وجوه النساء والفتيات إلى الأوراق، فأنتجت لوحة تلو الأخرى، لكل واحدة منها حكاية ومعنى، وجميعها تميزت بتناغم فريد في الألوان.
وتقول الدسوقي إنها حولت إحدى غرف منزلها إلى ما يشبه الورشة الفنية، تمارس فيها عملها، وتبدع في رسم لوحاتها، باستخدام ما تيسر لها من مواد ومساحيق التجميل المختلفة.
وعن سبب استخدامها مساحيق التجميل في الرسم، اعتبرت خلود أن الغزيين بطبيعتهم مبدعين، ويبحثون دائما عن أشياء جميلة وفريدة، وهي رأت أن مواد ومساحيق التجميل تحمل في طياتها خامة جيدة للرسم، يمكن الاعتماد عليها في الإبداع، خاصة وأنها تضم معظم الألوان.
ويرنو قلب خلود دائما إلى أبرز لوحاتها التي رسمتها مؤخراً، وهي للرضيع على دوابشة، الذي قضى حرقاً، بعد أن أشعل مستوطنون متطرفون النار في منزله في إحدى قرى نابلس بالضفة الغربية، حيث رسمت له صورة تظهر جماله الذي شوهته نيران الحقد.
معرض وحلم
وتتمنى خلود أن تقيم معرضاً فنياً خاصاً بها، تعرض فيه لوحاتها، وما أبدعت في رسمه، فهي ورغم مشاركتها قبل ذلك في نحو 11 معرض جماعي مع زملاء آخرين، إلا أنها تطمح في أن يكون لها معرض خاص بها، ليشكل بداية نجاح وانطلاقة حقيقية لموهبتها الفريدة.
وتتميز لوحات الدسوقي بالألوان الزاهية والمفعمة بالحياة، إضافة إلى الظلال التي تنتجها مساحيق التجميل، عبر الإبداع في استخدامها.
وأكدت أنها لازالت تحمل في عقلها الكثير من الأفكار، التي من الممكن ترجمتها إلى لوحات جميلة، وهي ماضية في مشوارها الفني لتظهر الوجه الأجمل لفلسطين، وتنتج لوحات جمالية متميزة.
ورغم الفقر والتهميش الذي يعانيه جنوب قطاع غزة، إلى أن تلك المنطقة كانت حاضنة للعديد من الفنانين المبدعين في مختلف المجالات، فخرج منها المغني الشاب محمد عساف، إلى جانب عدد كبير من الفنانين والرسامين الموهوبين، ممن ذاع صيتهم في الآونة الأخيرة.
.jpg)
.jpg)
