الحدث - محمد مصطفى
طوال العام المنصرم، استنفرت إسرائيل معظم إمكاناتها، واستخدمت أحدث مجسات الرصد والتتبع، في محاولة للعثور على أنفاق تعتقد أن المقاومة الفلسطينية حفرتها على الحدود الشرقية أو الشمالية للقطاع.
غير أن الهوس الأمني الإسرائيلي غير المسبوق في البحث عن الأنفاق المزعومة، لم يحقق أية نتائج ملموسة، ولم تنجح إسرائيل منذ ما قبل العدوان في العثور على أي من تلك الأنفاق المزعومة.
حفر كل شبر
ويقول أحد المزارعين ويمتلك أرضاً شرق مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، إن الجرافات والحفارات الإسرائيلية العملاقة لم تترك شبر إلا وحفرته، وضخت عشرات الآلاف من الأمتار المكعبة من المياه في باطن الأرض، واستخدمت إمكانات ومعدات أخرى، في محاولة للعثور على أي من الأنفاق المزعومة بلا نتيجة.
وأكد عبد الفتاح أبو عمر، ويعمل مزارعاً شرق القطاع، أن الجرافات والحفارات ما إن تنتهي من حفر منطقة حتى تنتقل لأخرى، وهذا الأمر مستمر منذ ما قبل العدوان، لكنهم لم يعثروا على شيء، ويبدو أنهم لن يعثروا على شيء، إما لان المنطقة لا تحوي أنفاق، أو أن الأخيرة إن وجدت حفرت على أعماق كبيرة وبشكل ذكي يصعب من عمليات كشفها.
وادعت إسرائيل مؤخراً قيام جيشها بتطوير منظومة تكنولوجية قادرة على كشف الأنفاق، التي تقوم الفصائل الفلسطينية بحفرها على حدود قطاع غزة، لاستخدامها في عمليات المقاومة.
وأكد الجيش حسب الإذاعة العبرية التي أوردت النبأ مؤخراً، أن التجربة التي أجريت على هذه المنظومة مؤخرًا في منطقة معبر كرم أبو سالم جنوب القطاع، تكللت بنجاح حسب الادعاء، ومن المقرر أن يتم تركيب المنظومة على امتداد عشرة كيلومترات من الحدود مع القطاع حتى نهاية العام القادم، على أن يتم بعد ذلك تركيبها على كامل الحدود.
أضرار كبيرة
وأكد مزارعون أن عمليات الحفر التي يتخللها إطلاق نار تلحق ضرر بهم، على المستويين الآني والمستقبلي، فعلى المستوى الآني، يحرمهم رصاص الدبابات التي تقوم على توفير الحماية للجرافات، من متابعة أراضيهم، وسهولة الوصول إليها.
أما على المستوى المستقبلي، فإن المياه التي تضخ وفي الأغلب إما مياه عادمة ملوثة، أو مياه بحر، ستؤثر على التربة، وتتسبب في تضرر قطاع الزراعة في مناطق شرق القطاع، حيث أخصب الأراضي.
ويقول المزارع مصطفى أبو موسى، إن عمليات الحفر الإسرائيلية شرق القطاع، أضحت بالروتين اليومي، ويخال له بأن الجرافات حفرت كل الأرض المحاذية للسياج الفاصل مع القطاع.
وأوضح أنه في بعض الأحيان يدفع الهوس الإسرائيلي ورعب الجيش من الأنفاق للتوغل في داخل أراضي القطاع، والحفر هناك لبعض الوقت، والنتيجة كالعادة لا يجدون شيء.
ولفت أبو موسى، إلى أن استمرار نشاط جيش الاحتلال بهذه الوتيرة يضاعف من معاناة المزارعين، ويكبدهم خسائر كبيرة، ويحرمن معظمهم من استصلاح أراضيهم.
ولم يسبق بأن نجحت إسرائيل في اكتشاف أي من أنفاق المقاومة، سوى نفق واحد اكتشف في بداية العام 2014، أي قبل العدوان" وقالت "كتائب القسام"، الجناح المسلح لحركة "حماس" وقت ذاك، إن اكتشافه جاء بالصدفة، نتيجة عوامل طبيعية، حيث تسببت مياه الأمطار التي غمرته في انهيار أجزاء منه.