الحدث- رام الله
قال مسؤول في المفوضية الأوروبية، إن مدير إدارة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في قسم العلاقات الخارجية في المفوضية الأوروبية كريستيان بيرغر، قدم مقترحات اقتصادية لإعادة إعمار غزة تعقب الإعلان عن انتهاء الحرب على القطاع التي بدأت منذ أربعة أسابيع.
وجاء في المقترحات التي قدمها بيرغر (الرجل الثاني في المفوضية الأوروبية بعد كاثرين آشتون) للحكومة المصرية أمس السبت، وسيعاود مناقشتها اليوم الأحد مع الجانب الإسرائيلي، بناء ميناء بحري بغزة، ليكون قادرا على إجراء عمليات الاستيراد والتصدير خلال الفترة المقبلة.
وشملت المقترحات أيضا، بحسب ما أوردته الصحيفة على لسان مسؤول لم تذكر اسمه، بناء مطار غزة، الذي سيستخدم لأغراض مدنية وتجارية، لكن كل ذلك مرتبط بالتنسيق مع الجانب الإسرائيلي في هذا المجال.
وقدرت حكومة التوافق الفلسطينية، خسائر الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة حتى يوم الخميس الماضي بأكثر من 4 مليارات دولار، شاملة الخسائر الاقتصادية المباشرة وغير المباشرة.
وتعتبر هذه المقترحات، شبيهة إلى حد كبير، مع تلك التي أعلن عنها وزير الاقتصاد، نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية الدكتور محمد مصطفى قبل أيام، حول نية الحكومة إعادة إعمار قطاع غزة، مع وضع مطار غزة ومينائها البحري ضمن أولويات الحكومة.
وقال مصطفى، إن مشاورات يجري القيام بها لإعادة إعمار مطار غزة الدولي، وميناء غزة البحري، "اللذان يشكلان القوة الاقتصادية لكافة روافد التنمية في قطاع غزة"، مضيفا أنه يجري بحث "تجهيز معبر رفح بمنطقة لوجستية لتسهيل حركة التجارة، بين قطاع غزة وجمهورية مصر العربية".
وتشمل المقترحات الأوروبية، دعما تقدمه دول الاتحاد الأوروبي في المجالات الأمنية والفنية والمالية، بهدف إيجاد ممرا آمنا بين الضفة الغربية وقطاع غزة بعد انتهاء الحرب على غزة، عدا ذلك عن توفير وحدتين لتحلية مياه البحر وتلبية حاجة المواطنين من المياه العذبة في غزة.
وأكد المسؤول وجود استعدادات لتمويل الميناء والمطار، حال توفر الترتيبات الدائمة، قائلا: "من غير المعقول دفع المليارات لتنفيذ هذه المشاريع، ثم خلال سنتين أو أكثر تقوم إسرائيل بتدميرها.
ويرى الباحث الاقتصادي محمد قباجة، إن المقترحات التي قدمتها المفوضية الأوروبية وسبقها بذلك وزير الاقتصاد، يمكن تطبيقها، إن توفر الدعم المالي، "لكن الأهم من ذلك أن يكون هنالك مراقبة دولية لكل من الميناء والمطار".
وأضاف خلال حديث مع وكالة الأناضول، "من غير الممكن أن تقبل إسرائيل بوجود مطار وميناء، دون رقابة دولية، لأنها تتخوف من إمكانية حصول الفصائل الفلسطينية في غزة على أنواع متقدمة من الأسلحة".
وتابع، "أما بخصوص التمويل، فإن الاتحاد الأوروبي قال إنه جاهز لتمويل إعادة إعمار غزة في بعض القطاعات، كما أن بعض الدول الداعمة لغزة ستسهم في هذا الدعم المالي، وهنا يدور الحديث عن قطر والجزائر وتركيا".
وتبلغ تكلفة إعادة بناء المطار، وإنشاء ميناء جديد في غزة، أكثر من 3 مليارات دولار أمريكي.