رولا سرحان
علانية، صرح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن هنالك علاقة خاصة نشأت بين "دول المنطقة" ستفاجئ الجميع. والواضح أن مصر هي من بين تلك الدول المقصودة في كلام نتنياهو، خاصة وأن وسائل إعلام إسرائيلية كانت قد أشادت في أكثر من سياق بمصر وبرئيسها لم يكن آخرها ما نشرته صحيفة يدعوت أحرونوت التي قالت إن مصر جارٌ صالحٌ لإسرائيل لأنها دمرت منذ العدوان على غزة أكثر من 13 نفقاً ليصل عدد الأنفاق التي دمرتها لأكثر من 1663 نفقاً.
مصر كانت الطرف العربي الأبرز في تضييق الخناق على غزة فخيبت أمل الكثيرين، ولم نسمع خطاباً لرئيسها السيسي إلا وخاب أملنا أكثر. وما تابعنا مذيعاً أو إعلامياً مصرياً على قناة فضائية فتحناها مصادفة إلا وشعرنا بحجم خيبة أكبر وأكبر.
ليس مطلوباً من مصر، القتال على تخوم غزة، أو أن تزايد بأنها قدمت أكثر من 100,000 شهيد لأجل فلسطين كما قال الرئيس السيسي، رغم أن مصر وبحسب تاريخها المكتوب لم تقدم في حروبها منذ عام 1948 وحتى حرب 1973 أكثر من 20 ألف شهيد، وذلك أيضاً بحسب ما فنده المفكر المصري فهمي هويدي في مقال نشره الأسبوع الماضي حول الموضوع.
وليس مطلوباً من مصر أن ترسل تبرعات عينية أو مادية، أو حتى أن تتعاطف مع أشلاء الأطفال، أو أن تتحدث في إعلامها عن أعداد الشهداء، أو أن تتوسط في مبادرة تساوي بين الجلاد والضحية.
المطلوب من مصر أن تفتح معبر رفح، وأن تنفذ التزاماتها كدولة تحترم القانون الدولي الإنساني لأجلها ولأجلنا، ولأجل غزة، كي لا تصنف بأنها دولة "شقيقة" تشارك في جريمة ضد شعب شقيق، بينما هي "جارٌ صالحٌ" لعدونا.