الجمعة  22 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

لا حِلٌّ ولا حُمسٌ- رولا سرحان

2015-08-25 08:57:31 AM
لا حِلٌّ ولا حُمسٌ-  رولا سرحان
صورة ارشيفية


 


كثيرةٌ هي الأنباء وكبيرة هي الأحداث التي جرت خلال الأيام القليلة الماضية؛ بدءا من نقاشات "حماس" ومفاوضاتها السرية مع توني بلير على الهدنة ورفع الحصار عن قطاع غزة، مروراً بليلة استقالة أعضاء التنفيذية والدعوة لعقد المجلس الوطني الفلسطيني.

ومحصلة ما يجري لا تعبر إلا عن شيء واحد هو أن لا رجعة عن الانقسام الفلسطيني، وأنه ليس هنالك من بمقدوره جمع شمل شتيتين يظنان كل الظن ألا تلاقيا، وأنه علينا كفلسطينيين التعايش بشقي وطن منقسم على نفسه، وأنه ليس هنالك فيمن يدير غزة ومن يترأس الضفة من يأخذ بعين الاعتبار رأي شريحة واسعة لا يعجبها ما يجري ولا ترضيها آلية صنع القرار وحالة التخبط والعشوائية التي نعيشها.

نحنُ منكوبين أكثر من اللازم في أنفسنا لأن لا سلطة لنا على من سُلِّط علينا لإدارة أمرنا وشأننا في الضفة وغزة، فلا نملك أدوات رقابة أو مشاركة سياسية، ولا نملك حق "نعم" و "لا" في قبول ورفض الفعل السياسي، نحن ما إن نتقدم خطوة حتى نرجع خطوات إلى الوراء، كتلك العجوز المكية التي كانت تغزل الصوف في أول النهار، حتى إذا أوشكت على إتمام غزلها آخر النهار نقضت غزلها وأفسدته، ثم عادت إلى الغزل والنقض مرة أخرى.

أصواتٌ عديدةٌ لا تعجبها كيفية إدارة "حماس" لقطاع غزة، وأخرى لا تُعجبها آليةُ إدارة "فتح" للضفة، هم ليسوا على ملة "فتح" ولا على ملة "حماس"؛ وهم يعانون من مشكلة أكثر استعصاء تتمثل في أن من لم يكن "مع" فهو إما "ضد"، وإما أنه بلا ظهير ولا نصير، وكان كالعاري الذي يطوف بالبيت الحرام. 
 

هكذا كانت الْعَرَبُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ عَلَى فِرْقَتَيْنِ: الْحلِّ ، والْحُمْس، فَكَانَت الْحُمْسُ قُرَيْشاً، وكانت الحلُّ سائرَ الْعَرَبِ.

فَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ مِن الْحلِّ إِلَّا ولَهُ ظهير من الْحُمْسِ، ومن لمْ يَكُنْ لَهُ ظهيرٌ مِن الْحُمْسِ لَمْ يُتْرَكْ أَنْ يَطُوفَ بِالبيت العتيق إِلَّا عُرْيَاناً.
 
وكثيرون منا، هم لا من الحل ولا من الحمس.