لأكثر من ثلاثة اسابيع وانا احاول ان اكتب في هذا الموضوع واتراجع في اللحظات الاخيرة لانني ادرك تماما انني ساواجه الكثير من الانتقاد والهجوم لكني بعد ان ارتاحت نفسي وهدأت سريرتي قررت الكتابة وقررت ان ادخل بيت الافاعي التي ادرك انها سامة وقادره ان تبث سمومها في جسدي فترديني دون صوت ...اليوم ونحن نواجه هذا الفكر المتطرف الغوغائي والذي يريق الدماء في شوارعنا العربيه اكثر من سيل المياه ،علينا ان نقف عند الحقيقه بتجرد وان نراجع مورثنا الديني الذي اصبح مسلمات تذهب بنا نحو الهاويه ...لقد اقنعونا وزرعوا فينا الفكر المتطرف لانهم رفضوا ان نراجع النصوص الجامده ورفضوا حتى ان نفكر في صلاحيتها وفي تطابقها مع العقل البشري وقالوا لنا هذا ماهو امامكم خذوه كما هو او دعوه وان تركتموه فابشروا بذبح في الدنيا وجحيم في الاخره ...وجاء بعضهم بمقولة خذوا الاسلام جملة او دعوه ...فاصبح كثيرون فينا ياكلون ما يزرع لنا دون ان ينظروا الى ما ياكلون ...في مدارسنا نعلم اسلوب داعش وفكر داعش وصنع داعش ثم نسال من اين جاءت داعش ...عندما قالوا لنا في المرحلة الابتدائية ان اصدق كتاب بعد كتاب الله صحيح البخاري وفي صفحات الصحيح نرى حديث جئتكم بالذبح ويليه حديث امرت ان اقاتل الناس حتى يشهدوا ان لا اله الا الله واني رسول الله ثم حديث السبي وحديث الردة وقتل المرتد وغيرها من الاحاديث ...ثم لا يقرأ احد ممن يفقهوننا في امور ديننا قول الله تعالى ((فذكر انما انت مذكر لست عليهم بمسيطر)) وقوله تعالي ((فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر )) وقوله تعالي ((ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك )) ...اليوم حان الوقت كي نقول عودوا الى ما نزرعه في عقول ابناءنا ...وابداوا بالقول ان الصدق كل الصدق في كتاب الله الذي انزله على محمد وما دونه فلي ان اشكك فيه وان اضع عليه ملاحظاتي وان اكذبه وان ارفضه ...ان الله قال في القران ((ما فرطنا في الكتاب من شيء)) مادام الله انزل الكتاب من عنده فجل الله ان يكون ما انزل منقوصا يحتاج الى مكملات ...ان ابناءنا باتوا يأخذون الاحاديث على انها نصوص مقدسه يحرم عليهم التفكير فيها او نقاشها ...اليوم علينا ان نبدأ بتعليم ابناءنا تحكيم العقل فيما يأخذون ويرفضون ...وما توافق مع عقلي وفطرتي الانسانيه اخذه وما ترفضه فطرتي ويأبى عقلي ان يصدقه لن اقبله ولن اقبل ان يمليه علي احد ...ان الجدل مع بعض الاسلاميين -واحمد الله ان من بينهم من مازال يعمل عقله-يوصلك الى قناعة تامة ان هؤلاء قد اغلقوا العقل وصموا اذانهم واطلقوا لالسنتهم العنان كي تكفر وتأمر بالقتل وانتهاك الحرمات وتدمير الموروث الثقافي والانساني ...هؤلاء حجتهم ان الرسول صلى الله عليه وسلم بعث بالسيف بين يدي الساعه وجعل الله رزقه في ظلال رمحه ...لكن من روى الحديث لم يقرا قوله تعالى في معركة بدر ((وتودون لو ان غير ذات الشوكة تكون لكم )) لان الله يعلم ما خلق وبان النفس البشريه ترفض القتل والحرب وبان النفس السويه تسعى الى رزقها دون دماء فكيف نصدق حديثا بان الرسول رزقه في ظل رمحه ...هل الرزق ياتي عبر شلالات الدماء ...وانا اكتب هذه الكلمات ادرك ان البعض سيصفني بالزندقه واخرون بالرده واخرون بالتشييع ...لكني قررت ان اكتبها لانني استشعر اليوم ذاك الخطر المقبل من موروثنا الديني الذي يشجع على ظهور الفكر المتطرف الذي بات يستقله عدد كبير ممن اقتنعوا بان الطريق الايسر للرزق بالقتل ونهب الناس بدعوى اعادتهم الى الله ...ساكون اكثر وضوحا بقولي على كليات العلوم الشرعيه ان تدقق فيما تدرس وفيما تخرج وتخرج ...ان ما تخرجه وتخرجه سينعكس علينا وعلى اجيالنا المقبله ...لن امنع ابني من ان يتعلم العلوم الشرعيه في مدرسته وساكون اسعد الناس حين اراه يستحث خطاه الى المسجد كي يتقرب الى الله ...لكني ساسعى الى اقناعه بان ما دون كتاب الله لا توجد مسلمات وان عليه ان يعمل العقل وان يفلتر ما يسمعه في مدرسته والمسجد ...ان كنت قادرا على ذلك فهل كل ولي امر لديه من الثقافة الدينية ما تمكنه ان يوجه ابناءه من خلالها الى الدين القويم ...علينا ان لا نخشى ملامة احد او تكفير احد ...ان كثيرا من الموروث الديني الذي يدرس في جامعاتنا وفي كلياتنا الشرعيه يحتاج الى اعادة نظر وتدقيق وتصويب وعلى علمائنا ان يتقوا الله في ابناءنا وفيما يتحدثون به فوق المنابر وان يحكموا العقل وان لا يخدعوا احدا ...ان الاسلام لم ينتشر بالسيف ولم يكن رسولنا الاكرم قاطع طريق ولم تكن دعوة الاسلام مفروشة بالجماجم والدماء ...والله لم يأمر بالقتل الجماعي ولا بالتلذذ بعذابات الضحايا ...ان منهج داعش في كتبنا فازيلوه وازرعوا فكر الرحمة والتسامح.