الإثنين  25 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

الطفل "قصي" شوهه النظام السوري فوجد علاجه في "إسطنبول"

2015-08-26 02:13:15 PM
 الطفل
صورة ارشيفية

الحدث - اسطنبول

مستلقٍ على سريره، وقد أرهقته عملية أجريت لوجهه المشوه وبعض أجزاء جسمه قبل يومين، وبات غير قادر على تحريك جسمه سوى كفي يديه التي أصبحت الوسيلة الوحيدة له للتواصل مع محيطه ورفعهما للدعاء بالشفاء.

هذا هو حال الطفل السوري "قصي سعيد" (8 سنوات) الذي يتقلى العلاج، في أحد المشافي الحكومية في مدينة إسطنبول التركية، من حروق أصيب بها، منذ أشهر، جراء قصف النظام لمنزله في بلدة كفرنبل، بريف إدلب، شمالي سوريا.

وقال والد الطفل، فريز سعيد:" إن قصي أصيب بحروق شديدة، جراء الحريق الذي اندلع في منزلهم بعد إصابته بقذيفة".

وأضاف سعيد أن الحروق طالت وجه وأجزاء من جسم قصي وأخته وئام (10 سنوات)، كما حرم البصر في إحدى عينيه بعد أن فقد قرنيتها، فيما لا تتجاوز نسبة الرؤية من خلال العين الثانية 40% التي تضررت أيضا.

وأوضح الوالد أنه نقل طفليه إلى مشفى "كفرنبل"، وهناك تلقيا علاجاً أولياً، إلا أن الحروق كانت بليغة، وتسببت بتشوه وجههما، ما دفعه إلى الانتقال إلى ولاية هطاي، جنوبي تركيا، ليبدأ رحلة العلاج من مشافيها، ومنها إلى ولاية أضنة القريبة لينتهي بهم المطاف في إسطنبول بمساعدة فريق خيري سوري يدعى "فريق ملهم".

قصي خضع لعملية جراحية أمس الأول الإثنين للعلاج من آثار الحروق في وجهه وأنحاء جسمه، أما وئام فلم يسعفها الوقت في الوصول إلى إسطنبول، وتوفيت في "هطاي" قبل شهرين، بحسب والدها الذي لم يتسطع حبس دموع سطرت على وجنتيه حكاية معاناة الشعب السوري برمته.

ونقل الوالد عن الطبيب المشرف على علاج قصي أنه سيخضع لعدة عمليات جراحية وتجميلية في الفترة المقبلة، من شأنها أن تساعد في تحسين حالته الصحية بنسبة 70%، مشيرا إلى أن كل عملية تجرى له تحمل مخاطر على حياته.

ورغم آلام العمل الجراحي إلا أن قصي مدرك لما حوله، ويتحدث مع والده والزائرين عبر إشارات اليد، وعندما يقول له أحدهم أنه سيشفى يرفع كلتا يديه متضرعاً بالدعاء لله.

لا يستطيع الطفل أن يخفي انزعاجه لدى سماعه عن عمل جراحي جديد بانتظاره، لأن ذلك يعني بقاءه لوقت أطول في المشفى، وتأخر لقائه بأمه وأخوته المقيمين حاليا في أحد مخيمات اللجوء، جنوبي تركيا.

"قصي طفل ذكي، وكان مجتهداً في عامه الأول في المدرسة، والمعلمين قرروا نقله إلى الصف الثاني الابتدائي دون امتحانات، لأنه كان متفوقاً، ويواظب على دروسه وأداء واجباته المدرسية"، هكذا وصف سعيد طفله وهو ينظر إليه بعينين يملأهما الأمل بشفائه.

المصدر : الأناضول