لـ الشاعر: بشار الطميزي
الحلم ..
ذلك الشيء الحدث
الموقع الخارطة الخفي الصريح
البريء المذنب القاضي الماضي
السريع البطيء المتعب المريح
القادم العائد الكافر العابد
الغائب الحاضر الصليب المسيح
الحلم ..
ذلك الواو بين صحوين
ذلك الرمادي بين عالمين
البين بين الفجيعة السرية
في ساحة الكون الفسيح
والحلم ..
حيث يستريح العربي من الامن في زاوية ..
ويقيم مظاهرة علنية
لإسقاط العربي من الوجه القبيح
وفي الحلم أيضا ..
يقيم محمود درويش
يدير الحلم على هواء النائمين
او سفيرا في سفارة المؤقتين في الحلم
او وزيرا لشؤون الحالمين في العالم الاخر
سانام .. لاحلم ..
قد نلتقي في حلم
او لنلتقي في الحلم ..
فانام .. وينام هو ..
احلم .. ويحلم هو ..
ونلتقي ..
لا يعرفني .. وأعرفه
وأعرف اني لن اسأل : من انت يا من اعرف ؟
ولكن ..
لأن الحلم سؤالا ..
اسأله : من انت ؟؟
فيجيب ..
انا لست مسيحيا ..
ولكني اذا ما رفعت يدياي جانبا على شاطيء البحر
يصير شكلي صليب ..
انا لست مسلما ..
لكني اصلي على النبي محمد ..
اذا ما رأيت الشمس بأدب ..
تستأذن الله عند المغيب
ولست ياهوديا أيضا ..
ولكن قبعتي تصغر اكثر
كلما مررت عن قبعة ..
عممها الله لمن صارت تسمى الان تل ابيب
ولست مجوسيا كذلك
لكن شعبي الان يعبدون عجلا انيقا خطيب
ولست شيئا من اي شيء
ينبت من نفسه او من اي شيء
لكني الحروف عشرة
ميم محاورة ماء مع ملح مبتل منهما مسح الموت ملامح مقدرة مباده
حاء حوار حلم حزين حين حن حلمه حتى حملوه حماته حيوا حداده
ميم مني ملة مصلوب مفتيها مفداها مد مرساة موت ملة منادى
واو ولي ولائم ونيسها وليد وحدة واقع وسط ورع واعظي وقت وولاده
دال دوالي دواليك دمت دائما دافعا دم دولتي دمها دواها
راء رحلة راهب راقت ركبها رحمة رب رعاها وراعاها
واو وفي وِرد ولد واقف وقفة ولع وافاه وجوده
ياء يناديني يوسف يوم يبس يومه يوم يلفى ينادى
شين شيني شانها شان شعب شاء شاعرا شائته الشهاده
وانا انادي ..
محمود درويش ..
قد صقلت قصيدي من عشر حروفك
فهيا من ملايين ترمي حروفها سيدي
إصقل رجوعك