#الحدث- أ. ف. ب
"لقد كان مؤثرا جدا"، قال أحد الحاضرين بعد العرض الأول لفيلم "محمد رسول الله"، أضخم إنتاج في تاريخ السينما الايرانية يحكي طفولة النبي.
وعرض الفيلم الطويل الذي أخرجه مجيد مجيدي، أحد أكبر السينمائيين الايرانيين، للمرة الأولى أمس الخميس في حوالى 140 دارا للسينما في ايران، بعد تأخير ليوم واحد بسبب مشكلة في أنظمة الصوت.
وامتلأت قاعة مجمع "كوروش" السينمائي في طهران في فترة ما بعد الظهر، ونظرا لهذا التدفق الكبير، تقرر زيادة عرضين إضافيين، بحسب ما قال مدير المجمع لوكالة فرانس برس.
وبلغت ميزانية الفيلم، الذي تبلغ مدته ثلاث ساعات، أربعين مليون دولار وقد مولته الدولة جزئيا ليكون بذلك أكثر الأفلام كلفة في تاريخ السينما الايرانية. وساعدت هذه الميزانية في بناء احياء في جنوب طهران مشابهة لتلك التي كانت في مكة قبل 1400 عام.
وبعد حضوره العرض الأول للفيلم في مجمع "كوروش" قال مهدي أزار (25 عاما) "إنه فيلم طويل، يمكن أن يبدو بطيئا في البداية. لكنه جذاب بما يكفي لإغراء المشاهدين".
من جهتها، قالت ماهسا رسول زاده (40 عاما) التي حضرت مع والدتها وابنتها المراهقة "لقد كان مؤثرا جدا بالنسبة لنا، واعتقد أنه يمكن أن يؤثر أيضا بمن هم غير مسلمين".
وبعد ساعات على عرضه في ايران، عُرض الفيلم في مهرجان مونتريال السينمائي، حيث يأمل المخرج من خلال ذلك لفت انتباه موزعين أوروبيين.
ويأمل مجيد مجيدي بتغيير "الصورة العنيفة" للإسلام التي يظهر فيها الدين الاسلامي. وقال أيضا إنه يعتبر أن فيلمه يجب أن "يوّحد" وألا يفرق المسلمين السنة والشيعة الذين يتواجهون في عدة دول في المنطقة، من سوريا الى اليمن مرورا بالعراق.
وفي مطلع العام الحالي، جدد شيخ الأزهر د. أحمد الطيب معارضته لتجسيد النبي محمد، قائلا إن ذلك من شأنه أن "ينزل من مكانة الأنبياء من صفة الكمال الأخلاقي".
ويؤكد المخرج أن ملامح النبي محمد لا تظهر في الفيلم، بل أن العمل يتناول العالم المحيط بالنبي. وبفضل تأثيرات خاصة لا تظهر ملامح وجه النبي أبدا "بل يمكن رؤية ظل جسمه". لكن المخرج يقول إن "الاكثر تطرفا قد ينددون بذلك".
لكن المخرج أكد في مقابلة مع وكالة فرانس برس قبل عرض الفيلم، أن هذا من شأنه ايضا أن يطرح مشكلة في بلاد مسلمة كالمملكة العربية السعودية.
وكان السينمائي السوري مصطفى العقاد تناول السيرة النبوية في فيلم "الرسالة" العام 1976. وقد أثار الفيلم يومها جدلا، وتلقت العديد من دور السينما حيث عرض الفيلم تهديدات من متطرفين اعتبروه تجديفا.
وعرض الفيلم بنسخة عربية، وأخرى انجليزية شارك فيها الممثلان انطوني كوين وايرين باباس.
كميل ارجمندي، طالب يدرس السينما يبلغ من العمر 23 عاما، اعتبر بعد مشاهدته العرض الأول لفيلم "محمد رسول الله" أن "الرسالة" كان أفضل. وقال بخيبة أمل "لأكون صادقا، لقد كانت توقعاتي اعلى بكثير. كنت اتمنى أن يكون هذا الفيلم أفضل من فيلم العقاد".