الأحد  24 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

متابعة "الحدث": تدفق مياه الصرف الصحي في بحر غزة يلوث المياه وينغص على المصطافين

2015-08-31 11:01:53 AM
متابعة
صورة ارشيفية

الحدث- محمد مصطفى

يشعر الكثير من المصطافين بالاشمئزاز فور وصولهم إلى شاطئ البحر، بعد أن تداعت إلى أنوفهم رائحة مياه الصرف الصحي النفاثة، التي يتم ضخها في البحر، وتنتشر في معظم أنحاء الشاطئ، متسببة في تلوث المياه.

فبعد أن كانت بقع التلوث بمياه المجاري تتركز في مناطق معينة جنوب غرب مدينة رفح، وقبالة منطقة النصيرات وسط القطاع، أضحت تلك البقعة تنتشر، حتى باتت تغطي معظم أنحاء الشاطئ.

روائح وتلوث
المواطن بسام أبو فارس، من سكان محافظة خان يونس، أكد أن شاطئ البحر كان وجهته المفضلة، فكلما شعر بضيق أو ملل ركب دراجته النارية وقصد تلك المنطقة، ليستمتع بمشاهد الغروب الخلابة، والمياه الصافية، ويشاهد الصيادين وهم يدخلون البحر فرادا وجماعات، ويستمتع كذلك بالهواء العليل.

وأوضح أبو فارس، أنه في البداية كان يتجنب البقع التي تحوي مياه الصرف الصحي فهي معروفة بالنسبة له، ويحاول التوجه إلى أماكن نظيفة وآمنة، لكن مع مرور الوقت، وتزايد ضخ المياه العادمة في البحر، باتت البقعة الملوثة تمتد، حتى غطت كل الشاطئ، وأينما توجه يتأذى من الرائحة الكريهة.

وتسائل أبو فارس لـ"الحدث".. لماذا يتم ضخ المياه العادمة في البحر، وهو متنفس الغزيين الوحيد، ولماذا لا يتم استغلال تلك المياه بعد تكريرها في أعمال الزراعة، بدلاً من أن يواصل المزارعون استنزاف المياه الجوفية، عبر آبار خاصة يحفرونها في كل مكان؟.

السباحة خطر
أما المواطن أيمن بكر، فمجرد وصوله إلى الشاطئ، واشتمامه رائحة الصرف الصحي، تيقن أن المياه ملوثة، وأمر أبنائه بعدم السباحة في البحر مطلقاً، لتجنب الإصابة بالأمراض.

وقال بكر لـ"الحدث" إن البحر الملوث بالمياه العادمة يعتبر بيئة مثالية لنمو الميكروبات والبكتيريا الضارة، وهذه من الممكن أن تنتقل بسهولة إلى الإنسان إذا ما نزل المياه، إما عن طريق الجلد، أو إذا ما ابتلع مياه رغما عنه، وهذا يحدث كثيراً للأطفال.

ولفت إلى أنه لو كان يعلم مسبقاً بتلوث البحر بهذه الطريقة لغير وجهته، وتوجه للاستجمام في إحدى الاستراحات أو الحدائق العامة، لكنه فوجئ بما وجد، وينوي البقاء على الشاطئ ساعة أو ساعتين ومن ثم المغادرة.
أذى للصيادين

ويقول الصياد الهاوي عبد الرحمن حماد، وكان يجلس خلف صنارة، ويمسكها بيده، إن نهاية شهر آب وبداية أيلول، تحمل في الغالب نهاية لفترة انقطاع الأسماك، وتعود الأخيرة تتحرك في المياه، ما يجعل صيدها ممكناً.

وأوضح حماد لـ "الحدث" أن يكثر هو ورفاقه توجههم إلى البحر في تلك الفترة لممارسة هواية الصيد، لكن هذا العام ثمة ما ينغص عليهم هوايتهم، فرائحة الصرف الصحي تطغى على كل الروائح، وتصيبه وغيره من الصيادين بالأذى، كما أن المياه العادمة الصحي تلوث الأسماك، وتجعلها غير صحية.

وطالب حماد البلديات والجهات المعنية بمعالجة الأمر، والحد من ضخ المياه العادمة في البحر، نظرا للآثار السلبية الكبيرة، التي قد تنتج عن تلك الظاهرة.

يذكر أنه يتم ضح آلاف الأمتار المكعبة من مياه الصرف الصحي إلى البحر يومياً، بعد امتلاء أحواض التجميع بها.