الأحد  24 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

مختصون للحدث: المنهاج الفلسطيني "معاق وعليه أن يتقاعد"

2015-09-01 12:15:29 PM
مختصون للحدث: المنهاج الفلسطيني
صورة ارشيفية

 

 الحدث- نادين نخلة

في عامي الأول بالجامعة، تعجَب أحد الأساتذة في المحاضرة العامة الأولى، حينما سأل "مين بعرف أبو إياد؟" فمازحه أحد الطلبة قائلا "أبوي"، فسأل مرةً أخرى عن "أبو جهاد" سكت جميع من في القاعة، ثم سأل بنبرة حادة "ما هو أيلول الأسود؟

تنقل بين أدراج القاعة محدًقاً في وجوهنا متسائلاً "إنتو إعلاميين المستقبل يا حلوين؟".

خجل بعضُ من في القاعة من نفسه، وبعض آخر أطلق النكات، وآخرون اعتقدوا أنهم لا يصلحون لأن يكونوا إعلاميين. فتدارك الأستاذ نفسه "حتى لو لم تكونوا إعلاميين، كيف لا يعرف الشاب الفلسطيني شيئا عن قضيته بعد 12 سنة من التعليم!".

على المنهاج الفلسطيني أن يتقاعد

طرحت "الحدث" السؤال نفسه على الأستاذ زياد خداش الذي رأى ان "المهناج الفلسطيني معاق عقليا، لأنه يفتقد للصحة النفسية والذهنية التي تؤهله للحديث عن مناحي الحياة الفلسطينية ورموزها. المنهاج الفلسطيني لم يضع يده على الجرح الفلسطيني العميق".

ويتساءل خداش كيف لمنهاج يعتمد في أساسه على قاعدة "احفظ اللي تحته خط، مهم كثير وجاي عليه سؤال بالامتحان"، أن يبث روح التساؤل والاكتشاف والبحث في نفس الطالب بل أنه يقتل فضول الطالب.

المنهاج الفلسطيني برأي خداش لم ينصف المرأة الفلسطينية المقاومة، المنهاج الفلسطيني ذكوري يركز على الشخصية القديمة للمرأة التي عفى عليها الزمن، وانه لا يحتوي على قصائد لشعراء حديثين يعبرون عن العصر الذي يعيش فيه ويتعايش معه الطالب.

ويضيف أيضا "المنهاج والمعلم يتبادلان الحرب والعطالة العقلية"، مستثنياً من ذلك الأساتذة الذين يحاولون جهدهم إخراج الطالب من الصندوق المغلق.

وبرأي خداش فإن المنهاج الفلسطيني المقر هو انعكاس لاتفاقة "أوسلو" بكل ما طوت صفحاته من معلومات ومصطلحات ومواضيع "هذه أوسلو لا تريد للطالب أن يعرف حدود وطنه الحقيقية، لا تريد للطالب أن يقرأ ويبحث عن قادة وأحداث على كل فلسطيني أن يعي كل تفاصيلها"

أما فيما يتعلق بأسلوبه في التدريس يذكر خداش لـ"الحدث" أنه رمى الكتاب من النافذة منذ يومه الأول في التدريس، مؤكدا أنها خطوة رمزية حاول فيها ايصال رسالة تقول بأن الكتاب غير مقدس، وعلى المعلم أن يخرج عن المنهاج وقت الحاجة، لإفادة الطالب أولا وأخيرا، فهؤلاء من سيتولون قيادة المرحلة القادمة.

المنهاج بحاجة لمواكبة العقول الجديدة للأجيال الشابة

من جهته يقول الأستاذ في جامعة بيرزيت صالح مشارقة "منذ 20 سنة نفس فرق التأليف تشارك في ذات المضامين"، مؤكدا حاجتنا الماسة لوضع طريقة تدريس تواكب العقول الجديد للأجيال الشابة.

ودعا مشارقة إلى الخروج عن الذوق الثقافي الحاضر منذ أقرت المناهج الفلسطينية "المنهاج بحاجة إلى تنقيحات جذرية وإلى تغيير في عناوين المناهج بإضافة مواد منطق أو موسيقى أو تعليم فني.. حتى أن حضور الحاسوب خجول في مناهجنا التعليمية"

التربية والتعليم: البعد الوطني واضح في مناهجنا

بدوره ورغم انه لا ينكر أن هناك خلل في المنهاج الفلسطيني.. اعتبر  مدير عام المناهج/ العلوم الإنسانية في وزارة التربية والتعليم الأستاذ علي مناصرة  أن "البعد الوطني واضح في المناهج الفلسطينية إلا انه رأى ضرورة تغيير في صياغة ومناقشة بعض المصطلحات.

وشدد مناصرة على ان "كل ما يقال عن غياب البعد الوطني عن المنهاج الفلسطيني، هي انطباعات من بعيد"، مشيرا إلى "احتواء كتاب التاريخ المقر للأول ثانوي/العلوم الإنسانية، مفاصل القضية الفلسطينية".

وتساءلت الحدث..لماذا لا يحظ الطلبة الذين لا يختارون العلوم الإنسانية بفرصة الاطلاع ودراسة ما يحظ به من دراسة التاريخ الفلسطيني؟  يقول مناصرة "بالفعل، هذه من الأمور التي لم تكن دقيقة، في المرحلة القادمة سيقر الكتاب لطلاب الصف العاشر، أو من الممكن أن تلتزم كافة الفروع بتدريس الكتاب على طلاب الأول ثانوي".

على المعلم أن يحلل ويناقش

ويشدد مناصرة  على ان هناك خللاً في المنهاج الفلسطيني، الا أنه ليس فقط الكتاب المقرر وانما  يقع على عاتق المعلم أن يحلل ويناقش ما جاء ب الكتاب مع الطلاب.

وكشف مدير عام المناهج ان الدول المانحة هددت بوقف الدعم للمناهج في حال "لم تخفف التربية والتعليم من الجرعة الوطنية الزائدة في الكتب" وهو ما رفضته وزارة التربية والتعليم ، مضيفا مناصرة بأن هذه الدول استجابت للحملة الصهيونية العالمية التي شنتها جمعيات من المستوطنات.

 

وعن المدة التي تحتاجها التربية والتعليم لإضافة الأحداث الأخيرة التي تصدرت عناوين الأخبار بالوطن العربي عامة وفلسطين خاصة قال مناصرة "ستفكر التربية والتعليم كيف تستغل كتاب القضايا المعاصرة للحديث بالفعل عن هذه القضايا كجزء من التطوير المستمر".

فجوة بين مرحلة التلقين المدرسي ومرحلة التفاعل الجامعي

 تقول الطالبة خزامى حنون "عند الحديث عن المناهج الفلسطينية يجب علينا أن ندرك أنها جزء من الخطاب الرسمي الفلسطيني الحديث، مما يترتب على هذا السير بالنهج ذاته التي تسير عليه السلطات العامة في تداولها لمستقبل القضية الفلسطينية"

واشارت  حنون الى نقاش دار في إحدى محاضرات الجامعة عن المنهاج الفلسطيني، واجمع أغلب المتواجدون في القاعة على أن المنهاج التلقيني غيبهم عن الوطن. "نلاحظ تداول المنهاج للأفكار المطروحة على طاولات المفاوضات وتلقينها للطالب الفلسطيني، بدلاً من إيجاد سبل يستطيع الطالب التوجه من خلالها لفهم التحديات المفروضة على الشعب الفلسطني، عبر دراسته لتاريخ القضية الحافل بالتضحيات أولاً، والبحث في وجهات النظر المختلفة لمفكرين وسياسين فلسطينيين من أطر فكرية متنوعة".