الأحد  24 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

متابعة "الحدث": لاجئون يتساءلون.. ماذا لو أوقفت وكالة الغوث خدماتها؟؟

2015-09-02 11:03:35 AM
متابعة
صورة ارشيفية


الحدث- محمد مصطفى

أثارت الأحداث المتسارعة وهواجس احتمال تأجيل العام الدراسي الجديد، وما رافق ذلك من قرارات أصدرتها وكالة الغوث مؤخراً، مخاوف وقلق اللاجئين الفلسطينيين في شتى المناطق التي تخضع لنفوذ المؤسسة الدولية، تحسباً من أن يكون ذلك كله إنهاء تدريجي لدور وكالة الغوث، وتمهيد لإنهاء خدماتها.

فما من لاجئ في مناطق نفوذ "أنروا" الخمس، باستطاعته الاستغناء عن الخدمات التي تقدمها المؤسسة الدولية، سواء الصحية، أو التعليمية، أو حتى الإغاثية، وإنهاء وجود ودور "أونروا"، يمثل كارثة ستعمق من معاناة هؤلاء اللاجئين، وتزيد حياتهم بؤساً.

مخاوف مشروعة
وبدا لاجئوا قطاع غزة المحاصر والمنهك، أكثر قلقاً من غيرهم، فالأخيرون يعتمدون على وكالة الغوث بصورة أكبر تصل إلى كل تفاصيل حياتهم، وثمة مئات الآلاف منهم يعتاشون مما توفره لهم المؤسسة الدولية من مواد تموينية وغذائية شبه منتظمة.

وبدت علامات القلق واضحة على وجه اللاجئ خليل عبد الجبار، بينما كان ينقل كمية من المواد الغذائية تسلمها لتوه من إحدى مقار وكالة الغوث جنوب قطاع غزة.

عبد الجبار أكد أنه لا يمتلك عمل منذ أكثر من 15 عام، وأوضاعه الصحة باتت لا تسمح له بأي عمل، وهو وأسرته البالغ عدد أفرادها سبعة أشخاص يعتمدون بشكل كامل على وكالة الغوث في كل تفاصيل حياتهم، فلولها لأضحت حياتهم بائسة.

وأشار عبد الجبار لـ"الحدث"، إلى أن الأحداث التي مرت مؤخراً، والتقليصات المتتالية التي نفذتها وكالة الغوث، والأزمات المالية التي تعانيها الأخيرة، كلها عوامل تدعو للخوف والقلق، فمستقبل عمل "أنروا"، واستمرار تقديم خدماتها بات على المحك، وكأن هناك من يسعى لتصفية دورها.

التعليم خط أحمر
أما المواطن أحمد الزاملي، وكان متوجها في ساعات الصباح ليوصل نجليه الصغيرين إلى مدرستهما، فأكد أنه كغيره من اللاجئين من أولياء الأمور، شعر بسعادة حين أعلن عن إعادة افتتاح العام الدراسي الجديد، بعد قلق وتأجيل استمر أسابيع.

وأشار الزاملي، إلى أنه سعادته لازالت ممزوجة بالقلق، فربما تم تجاوز الأزمة هذا العام، وتوفر الدعم المطلوب لاستمرار العام الدراسي، لكن ماذا عن الأعوام المقبلة، وعن استمرار قيام وكالة الغوث بتقديم خدماتها؟.

وشدد الزاملي، على أن التعليم خط أحمر، يجب أن لا يمسه أي تقليص، وإلا فإن اللاجئين الفلسطينيين، ومناصريهم في كل العالم لن يصمتوا، وسيثوروا في وجه من يحاول تجهيلهم.

وطالب الزاملي في مقابلة مع "الحدث"، الجميع بالتراص والتوحد، والتصدي لأية محاولات بإنهاء دور ووجود وكالة الغوث، فالأخيرة أنشأت من أجل اللاجئين، وعليها أن تواصل مهامها كاملة غير منقوصة، إلى حين عودة اللاجئين لديارهم، التي هجروا منها قسراً في العام 1948.

أبعاد سياسية خطيرة
وكان نافذ غنيم أمين سر اللجان الشعبية للاجئين الفلسطينيين في قطاع غزة، حذر من أية محاولات لتصفية وجود أنروا، أو حتى إنقاص دورها في خدمة اللاجئين الفلسطينيين.

وأكد غنيم لـ"الحدث" أن سياسة التقليصات التي تنتهجها وكالة الغوث في الآونة الأخيرة، تضيف معاناة وآلاماً جديدة إلى مآسي الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ سنوات عدة، بالإضافة إلى أبعادها السياسية الخطيرة، في طمس قضية اللاجئين، لاسيما أن وكالة الغوث هيئة دولية شاهدة على مأساة اللاجئين.

وشدد غنيم على رفض اللاجئين وممثليهم المساس بأي من البرامج أو المساعدات التي تقدمها وكالة الغوث، محذراً من خطة ممنهجة لتصفية المؤسسة الدولية، وهي ضمن خطة اشمل تستهدف المخيمات.