الحدث – آيات يغمور
في القدس... يبدأ الصوت خافتاً فيعلو شيئا فشيئاً لتأخذك خطواتك إليها، هناك في نهاية الزقاق حيث يقع "باب السلسلة"، تقفُ مجندةٌ إسرائيليةٌ تعتليها نظرات ثاقبة... متأهبة، تلوح بعصا طويلة بيدها اليمنى راسمة دوائر، في محاولة منها إثارة الرعب بأنفس المرابطات.
عشرات المرابطات المقدسيات باعمارهن المختلفة، جئن لتحقيق غاية واحدة "الصلاة في الأقصى"، تقول الحاجة (س . د) في مقابلة مع "الحدث": "سنستمر بالتكبير هنا حتى يسمح لنا بالدخول للأقصى فهو أقصانا الذي جئنا من أجله، الوضع ليس بالأمر الجديد فإسرائيل اعتمدت سياسة المنع منذ ثلاثة أسابيع".
وخلف قضبان حديدية وبمساحة 12 متراً، تكبر النساء كلما مرّ مستوطنٌ بجانبهن في طريقه إلى الأقصى يصاحبه جنديٌ إسرائيليٌ ليوفر له الأمن في طريق الاقتحام.
"اليوم ستحتفل مستوطنة إسرائيلية وزوجها بعيد زواجهم هناك في ساحات الأقصى ، حيث يجب أن نكون"، هذا ما قالته السيدة (أ . ر) عندما مرت تلك العروس بابتسامة ساخرة مؤكدة صحة الخبر.
من السابعة صباحاً وحتى الحادية عشرة، تجتمع النساء في ساحة ضيقة ويهتفن بصوتٍ واحد، غير مبالين بالقوانين الإسرائيلية الجارفة التي أقرت تقسيم الأقصى زمانياً مانعةً دخول النساء قبل الظهيرة.
وبعد ساعتين من الهتاف المتواصل، هجمت جموع الجنود الإسرائيليين على المرابطات في محاولة لإسكاتهن وإجبارهن العودة إلى بيوتهن، وتقول السيدة (ف . س) بعد تعرضها للضرب من قبل قوات الاحتلال :" نحن لسنا بجماعة إرهابية ومطلبنا واضح ولا أفهم ما سبب المنع، لم أفعل شيئاً يبرر لهؤلاء الجنود التكالب علي وصفعي بهذه الوحشية".
يقترب أحد الجنود الإسرائيليين على وجوه النساء كنوع من الاستفزاز وانتهاك حرمتهن في آن واحد، تقول السيدة التي اختارت أن تقف بعيداً خوفًا من هجمات المتربصين :" لا أستطيع الدخول في هذه المواجهة كل ما اريده الآن هو الدخول والصلاة في أقصانا".
وتؤكد السيدة(ص.ت) أن أكثر ما يثير حفيظة الجنود الإسرائيليين الذين ينتهزون أي فرصة للانقضاض على إحدى المرابطات هو انضمام رجل مقدسي إلى جموع النساء وتضيف :"اليوم كان الوضع أكثر توتراً نظراً لمجيء زوج أحد المرابطات ليضم صوته إلى جانبها الأمر الذي جعل الجنود يأتون لجره من وسط الجموع التي تكتلت فوق بعضها لضيق المكان المحاط بالحواجز الحديدية".
وللتغطية على كم ونوع الجرائم التي ترتكبها سلطات الاحتلال الاسرائيلي بحق المصلين في الاقصى وخاصة المرابطات منهم، اتبع الاحتلال اسلوبا جديداً في قمع الصحفين، يتمثل بفرض غرامات مالية عليهم، لصدهم عن توثيق مشاهد العنف والاسفزاز.